ويسألون. (ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ؟) أي بماذا أجبتموهم لما دعوكم إليهم؟ ولا جواب لهم إلا الإقرار بالجريمة ، وأنهم قد صدوا عن سبيل الله ، وكفروا بالله وبرسوله ..
قوله تعالى :
(فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ)
أي أنهم في هذا اليوم يستولى عليهم حال من الذهول ، تتبلد به حواسهم ، ويطير معه صوابهم ، وتنعقد منه ألسنتهم ، فلا يدرون شيئا ، ولا ينطقون بشىء ..!!
قوله تعالى :
(فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ).
هو لقاء من جديد ، بدعوة محددة ، إلى هؤلاء المشركين ، وقد عادوا التوهّم من يوم القيامة ، ليتوبوا ، ويرجعوا عما هم فيه من ضلال وشرك ، ويؤمنوا بالله ويعملوا صالحا ، فإن فعلوا ذلك ، كانوا على الطريق الذي يعدل بهم عن جهنم إلى الجنة ، وينقلهم من الخسران إلى الفلاح ..
وفي قوله تعالى : (فَعَسى) ـ إشارة إلى أن فلاح المؤمن ، إنما يكون بفضل من عند الله ، وأن على المؤمن أن يعلّق رجاءه بالله ، لا بما يعمل من صالحات!
قوله تعالى :
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ).