قوله تعالى :
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) ..
الضمير في قوله تعالى : (وَيَعْبُدُونَ) يعود إلى الكافرين ، الذين ذكرهم الله سبحانه في قوله : (فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً) .. فهؤلاء الكافرون ، لا يستمعون إلى هذا القرآن ، ولا ينتفعون بما يضرب لهم من أمثال ، وما يكشف لهم من جلال الله وقدرته .. وإذا هم على ما هم عليه من ضلال الجاهلية وشركها ، لم ينكشف لعقولهم من هذا النور السماوي ، ما هم فيه من عمى وضلال .. وهاهم أولاء ـ كما عهدتهم الحياة من قبل ـ عاكفون على عبادة هذه الدّمى وتلك الأحجار ، التي لا تنفع ولا تضرّ ، إذا دعاها عابدها لجلب خير ، أو دفع ضرّ ..
وقوله تعالى : (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) إشارة إلى جناية من يكفر بربّه ويعبد إلها غيره. إنه يحارب خالقه ، إذ يكون حربا على أولياء الله ، من الرسل ، وأتباع الرسل سواء أكان ذلك باتباع سبيل غير المؤمنين ، أم كان بالوقوف في وجه المؤمنين ، وإعلان الحرب سافرة عليهم ..
وهو بهذا يظاهر أعداء الله على أوليائه ، وفي هذا حرب لله ، ومظاهرة لأعدائه المحاربين له ، على حربه.
فالظهير ، هو المعين الذي يسند ظهر غيره .. والكافر بكفره ، وبانتظامه فى صفوف الكافرين المحاربين لله ، هو يظاهر على الله ، ولا يظاهر لله .. وذلك كما يقول سبحانه : (رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ) (١٧ : القصص).
قوله تعالى :
(وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً).