(فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ) .. أي متجهين جهة الشرق ..
(فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) .. أي فلما رأى الجمعان ـ جمع فرعون ، وجمع بني إسرائيل ـ بعضهم بعضا .. قال أصحاب موسى : إنا لمدركون.
(قالَ كَلَّا .. إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ ..)
(فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ .. فَانْفَلَقَ .. فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) ..
(وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ ..) أي جذبناهم إلى البحر ، وأغرقناهم ، «ثمّ» أي هناك و «الآخرين» فرعون وقومه ، إذ كانوا في المؤخرة من القوم.
(وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ).
وهكذا تختتم القصّة ، فيغرق فرعون وجنوده ، وينجو موسى ومن معه ولا تذكر لبني إسرائيل عودة إلى مصر ، ولو كان ذلك لما غفل القرآن الكريم عن ذكره ، إذ أن ذلك لا يكون إلا بعد أن يضرب موسى بعصاه البحر مرة أخرى ، فينفلق .. ويكون ذلك آية لا يغفل القرآن ذكرها ..
هذا ، وقد جاء في أكثر من موضع من القرآن الكريم ، ذكر ميراث بني إسرائيل ، لما ورثهم الله إياه ، سابقا لخروجهم من مصر ، ونجاتهم من يد فرعون.
ففى سورة الأعراف يجىء قوله تعالى : (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا ، وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ) .. ثم يجىء بعد ذلك مباشرة قوله تعالى : (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ) (الآيتان : ١٣٧ ـ ١٣٨) .. وفي سورة الدخان .. يقول الله تعالى :