قد عهد الىّ من خرج على علىّ فهو كافر في الناّار، وفي ينابيع المودة للشيخ سليمان البلخي الحنفي في الباب التاسع والخمسين نقلا عن الصواعق المحرقة ، قال اخرج الدارقطني في الافراد عن ابن عباس انّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : عل باب حطة من دخل فيه كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا.
ونسبة الغلّو الى المؤلف الجليل كتسمية القمييّن المتقدّمين رضي الله عنهم ، كلّ من لا يعترف بسهو النبيّ (ص) غالياً لانّهم كانوا قائلين بانّه بشر بصريح الآية الشريفة «قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ» وقالوا ان البشر يعترى عليه السهو والنّسيان والخطاء فهو ايضا جائز الّسهو ، وكانوا معتقدين انّ كلّ من لم يعترف بذلك يكون غالباً ، ولذا كانوا يحتسبون غيرهم من فقهاء الشيعة غالياً بالتقريب والحال انّه ليس كذلك كما ذكر مشروحاً في المفصّلات ، والغالي في الحقيقة من اثبت جميع الصّفات الثّبوتيّة الموجودة في الآله المستجمع لجميع صفات الكمال المتجلّى في كلّ العوالم والّذرّات الحيّ الباقي الدّائم الّذي لايعتريه نقص ولازوال ولا ممات للفرد البشرى الذي له ادوار الحياة من الصّغر والّشباب والكهولة ويصير مريضاً وضعيفاً وفقيراً وغيرذلك من نواقص المادة ، فالاعتقاد بالوهيّة جسمانية علي بن ابي طالب عليهما السلام المنسوب الى عبد الله بن سبأ ، او الوهية جعفر بن محمّد عليهما السلام كما روى نسبته الى فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني المقتول على يد جنيد بامرالامام ابي محمد العسكري عليهما السلام كلها كفر وغلّو ، لانّه خلاف الشهود ورأى العقل لانّ الشيء الفاني والهالك كيف يمكن ان يكون آلها فاطر السماوات والارض ، ولكنّ العبد اذا صار فانيا من صفات بشرينه واستنارينور الالوهية وصرحيا بالحيوة المعنوية يصير مظهراً الّذات الاحديّة ومجلى للجلوات الرّبوبيّة فيصدر منه امورخارجه عن حيطة ظاهرالبشرية من المعجزات والكرامات وخوارق العادات ، وكلما كان فناؤه في الّذات الاحديّة اتم كان بقاؤه به اقوى حتّى يصل الى مقام يصير مظهرا تاماً له ، وعند ذلك يكون اقوى مظهر واتم مجلى لله ، وهذا يكون في الحقيقة متصلاً بل متحداً مع مقام المشية التّامّة وهذه المظهرية كانت مخصوصة بمحمد (ص) وبعد بعلي (ع) وبعده بالائمة المعصومين من ولده حاد يعشرهم ثاني عشر الائمة وقائمهم ، فهم الاسماء الحسنى والصفات العلياء والمظاهرالتّامة والمجالي الكاملة للذات الله وهم قادرون علي جميع ما تعلق القدرة الالهية بارادته وقدرته ، فهم عالمون بعلمه ، وقادرون بقدرته ، مريدون بارادته ، وليس شيء من ذلك كفراً ولا شركا ولا غلوا ، بل يكون عين التوحيد لان المعتقد بذلك لا يرى لايّ فرد منهم شخصيّة مخصوصة قبال الّذات الاحديّة بل يقول ، انّهم فانون ولايكون لهم شخصية الا مظهرية الله تعالى والبقاء به فهم كالمرآة حيث لا ينظر اليها الا لمشاهدة الصّور المتجلية فيه ، والائمة عليهم السلام مرآة ذات الله كما ورد «بنا عبدالله وبنا عرف الله» فهذه العقيدة في الحقيقة عين التّوحيد ولذا يكون عقيدة القمييّن في الحقيقة افرا اطاوغلوا في التّمسك بظواهر الآات والاخبارـ، ونسبة الغلو الى المؤلف ايضا كذلك.
ترجمة التّفسير بالفارسيّة
ولمّأ كان هذا التفسير كثير الفوائد غرير العوائد ذو مطالب مهمة ومسائل عليه استدعى جمه من الاخلاء من حضرة والدي الجليل المولى صالح علي شاه روحي فداه ان يأمر بترجمته بالفارسية حتّى يتمكن المتكلمون بهذه اللغة ايضاً ان يستفيدوا منه واجاز حضرته ان يتصدّى كلّمني بعض من الاصدقاء في اواخر ايّام التّحصيل (سنة ١٣٥٧ و ١٣٥٨ قمريه ـ ١٣١٧ و ١٣١٨ شمسية) تصدّى هذا الامر والتّعهّ> لذلك ، ولكن لمّا كان امراً معضلاً ومبتنياً على التّبخّر في العلوم العقليّة والنّقلية ولا اقل على الوقوف الكامل عليها ، وكان هذا زائدا على وسعي وغيرميسّرلي لفقد هذا عندي وكيف يمكن لي هذا مع عدم البضاعة العلميّة ، فلذا لم يتيسرّلي قبول هذا الأمر الخطير ، ولكن ألحّ عليه بعض منهم على أن اقدم بقدر الوسع والمجال واشاراليه حضرة والدي الجليل لا بطريق الامر والوجوب بل بعنوان قبول استدعاء الاخوان بقدر