والاستشهاد بهذه الآة الشريفة : فمن كان يرجو لقاء ربه بجواز رؤية الله بالبصر فان كلّ ذلك باطل ومخالف للّشرع والعقل ولهذا لا يجوز التّفسير والتّأويل عند الشيعة الا لمن كان راسخاً في العلم وآخذاً من اهل بيت النّبوة ومستنيراً من مصباح علومهم وهدايتهم حتّى لايقع المفسّر والقارى في الورطات المهلكة الزنّدقة والالحاد وسائر العقائد الباطلة.
ولايخفى انّ التّفسير غيرالترّجمة بلغة اخرى فانّ التّرجمة تبديل الالفاظ الدّالة عل معان مخصوصة في لغة بالفاظ اخرد دالّة على هذا المعاني في لغة اخرى والتّفسير بيان هذه المعاني مشروحاً.
بيان السعادة ومؤللفه
ومن اهم ّ التفاسير المؤلّفة في الّشيعة في القرن الاخير التفسير المسمّى ببيان الّسعادة في مقامات العبادة وهو من تأليفات العالم العارف الجليل المولى الحاج سلطان محمد الجنابذي الملقّب في الطريقة بسلطان علي شاه طاب ثراه وهو كان شيخ السجادة في الطريقة النّعمة ـ اللّهية من اشهر العلماء والعرفاء في القرن الاخير ، وكان ولادته على ما كتبه والده المرحوم المولى حيدرمحمّد بخطة في ظهر القرآن الموجود صورتع الفتوغرافيه في كتا «نابغة علم وعرفان» في الثّامن والعشرين من شهرجمادي الاولى سنة احدي وخمسين ومائتين بعد الالف ، وحين بلغت ثلاث سنين سافر والده بعض بلاد ايران وبعداً الى الهند ولم يوجد منه خبر ، وابتلى بفراق والده وصارتحت حضانة اخيه المولى محمد علي وعند بلوغ ست سنين شرغ بامر امّه واخيه في تعلّم القرآن المجد والكتب الفارسية وفي مدة خمسة شهور صار ناجحاً فيه وبعد ذلك لم يساعده التّوفيق لادامة التّحصيل واشتغل بالامور الدّنيوية بامراخيه حتّى بلغ عمره عشرسنة ، واشتغل مرّة اخرى بتحصيل العلوم الدّينية المتداولة ابتداءاً في موطنه وسافربعد تحصيل العلوم الادبيّة الى المشهد المقدس الرّضوي (ع) ، ولتكميل العلوم الدّينيّة الى النّجف الاشرف وللعلوم العقليّة والفلسفيّة الى سبزوار ، واستفاد من محضر الحكيم العارف الزّاهد المتأله الحاج مّلا هادي سنين متواليه ومتناوية وبعد تكميل العلوم الظّاهرية والتّفوق والتبحرفيها ادركه جذبة من جذبات الحقّ بوسيلة الحاحّ مّلا هادي وهدايته ، وسافر في طلب المقصود الى اصفهان وتشرّف بأخذ الاذكار القلبيّة والدّخول في طؤيقة النّعمة اللهية عند المولى العارف الجليل الحاج محمد كاظم سعادتعليشاه تغمّده الله بغفرانه.
وفي العود الى جنايد تزوج مع صبية الحاج مّلا علي البيدختى حيث امره مرشده باطاعة امرامّه في الازدواج وبعد مدّة قليلة تهيّجت اشواقه لتجديد زيارة شيخه وسافر الى اصفهان ، وفي سنة ١٢٨٤ صارمفتخراً ياخذ اجازة شيخ وتمكّن هو في مقامه وصارشيخ السجادة في طريقة النعمة اللهية ؛ وتوجّه السالكون الى الله اليه ، وصار مقرّه بيدخت من قرى الجنابد محطّ رحال الوافدين ولم يكن جنايى الى هذا الزّمان معروفاً وبعد تمكّنه هذا اشتهر جنابد في بلاد ايران تدريجاً وكان ذلك واحداً من بركات وجوده هنا.
في سنة ١٣٠٥ القمريّة تشرّف بالحج وزيارة البيت وعند رجوعه تشرّف بزيارة الاعتاب المقدّسة في العراق ولاقي بعض العلماء والفقهاء من الشيعة في هذه البلاد مثل المرحوم الشيخ زين العابدين المازندراني وابنائه والمغفور له الحاج ميرزا خسن الشيرازي وغيرهم وفبجلوه وعظّموه ، وبعد عوده الى ايران وتوقّفه بطهران حضر بخدمته اكثر رجال العلم والفقه والسياسة ، وملك القاجار ناصرالدين شاه حيئذ كان بجاجرود ، ولمّا سمع قدومه الى طهران ارسل رسولاً الى طهران وابرز علاقته الى الملاقاة واخبرانّه سيعود الى طهران للقاء حضرته ولكن بعد ما استمع حضرته هذا استعجل في الحركة قبل قدوم جلالة الملك الى طهران ، وقال : نحن المساكين جالسو المساكين ، مالنا والملوك!
وعند عوده الي جنابد صار مدة متمكناً هنا ، وبعد سنين مسافر مرة فاخرى لزيارة المشهد المقدرس الرّضويّ (ع) وصارهنا مسموعاً ولكن استعلج ورفع عنه الخطر ولكن لم ينل صحّته الأوّلية.