وقد رأيت أنا مصحفاً بالمذار في مشهد عبيد الله بن علي بخط أمير المؤمنين عليهالسلام في مجلد واحد في آخره بعد تمام كتابة القرآن المجيد : (بسم الله الرحمن الرحيم ، كتبه علي بن أبي طالب) ، ولكنّ الواو تشتبه بالياء في ذلك الخط ، كما حكياه لي عن المصحف بالمشهد الغروي ، واتصل بي بعد ذلك أنّ مشهد عبيد الله احترق واحترق المصحف الذي فيه (١).
وقد قال النسّابة الشيخ محمّد حسين كتابدار (١٠٩٨ هـ) أحد خدام الحرم العلوي والقائمين على الخزانة الغروية وفي تعليقاته علي كتاب (عمدة الطالب) :
أقول : هذا المصحف الذي ذكره السيد النقيب أنه خط أمير المؤمنيين عليهالسلام وهو في المشهد الغروي وهو المصحف الموجود في هذا الوقت في الخزانة الشريفة وقد احترق الكثير منه ولم يبق إلا مجلّداً واحداً وهذا المجلد حواشيه كلها محروقة ولم يذهب من المتن إلا قليلاً والله أعلم (٢).
بهذا فقد عرفت بأنّ النسخة التي كانت في المشهد الغروي في ثلاث مجلدات كانت قد احترقت حينما احترق المشهد في عام ٧٥٥ هجرية ، والنسخة التي
__________________
(١) عمدة الطالب : ٢٠ ـ ٢١.
(٢) مجلة مخطوطاتنا العدد الأوّل لسنة ٢٠١٤ م ١٤٣٥ هـ الصفحة ١٢٦ تعليقات محمد حسين كتابدار على كتاب عمدة الطالب تحقيق وتعليق الدكتور علي خضير حجي.