اخرى جائت بعدها من سورة اخرى ، لأن ترتيب النزول يختلف عن ترتيب التلاوة وهذا ما اقر به الزركشي في البرهان والبغوي في شرح السنة ومحمد بن عبد الكريم الشهرستاني في مصابيح الاسرار وغيرهم في غيرها ، وهذا الكلام لايعني بأنّ ترتيب الآيات ـ في المصحف المجرّد ـ عندهم يختلف عن ترتيب الآيات في المجرّد عند الأئمّة فهما واحد في قرآن التلاوة عند الأئمة وعند الناس.
نعم لا ننكر وجود اختلاف بين الترتيبين (الوقائعي والتلاوة) ولهذا ترى استخدام كلمة (ألفته) او (فألفه) أو (ألفوه) (أن يؤلفوه ذلك التأليف) للمفسر الواضحة في عدم كون المقصود منه هو المنزل من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ، لأنّ المصحف المجرد كان مؤلفاً تحت نظر جبريل الأمين ورسول الله ومدوناً على شكل صحف أيام رسول الله ومقروئاً عند المسلمين ولا يحتاج إلى تأليفه مرة أخرى ، بعكس الثاني الذي تمناه ابن سيرين ويتمناه جميع المسلمين ، وبذلك فلا تعارض بين القولين ومن هنا جاء الخلط ونسبة التحريف الى الشيعة وهو كلام باطل حسبما وضحناه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
|
علي الشهرستاني يوم الخميس الأوّل من ربيع الثاني ١٤٣٦ هجرية |