وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ (١) أَعْلَمُ أَمِ اللهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً (٢) عِنْدَهُ مِنَ اللهِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٤٠) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (١٤١))
شرح الكلمات :
(أَتُحَاجُّونَنا (٣) فِي اللهِ) : أتجادلوننا في دينه والإيمان به وبرسوله ، والإستفهام للإنكار.
(لَهُ مُخْلِصُونَ) (٤) : مخلصون العبادة له ، لا نشرك غيره فيها ، وأنتم مشركون.
(شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ) : المراد بهذه الشهادة ما أخذ عليهم في كتابهم من الإيمان بالنبي محمد صلىاللهعليهوسلم عند ظهوره.
الغافل : من لا يتفطن للأمور لعدم مبالاته بها.
معنى الآيات :
يأمر تعالى رسوله أن ينكر على أهل الكتاب جدالهم في الله تعالى إذ ادعوا أنهم أولى بالله من الرسول والمؤمنين وقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه ، فعلّم الله رسوله كيف يرد عليهم منكرا عليهم دعواهم الباطلة. كما أفحمهم وقطع حجتهم في دعواهم أن إبراهيم والأنبياء بعده كانوا هودا أو نصارى ، إذ قال له قل لهم : (أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ؟) فإن قالوا نحن أعلم ، كفروا وإن قالوا الله أعلم انقطعوا لأن الله تعالى أخبر أنهم ما كانوا أبدا يهودا ولا نصارى ، ولكن كانوا مسلمين ، ثم هددهم تعالى بجريمتهم الكبرى وهي كتمانهم الحق وجحودهم
__________________
(١) الاستفهام للتقرير والتوبيخ.
(٢) قال ابن كثير عن الحسن البصري : إن أهل الكتاب كانوا يقرأون في كتاب الله الذي آتاهم : إن الدين الإسلام وإن محمدا رسول الله وإن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا برآء من اليهودية والنصرانية فشهدوا لله بذلك وأقروا على أنفسهم لله ، فكتموا شهادة الله عندهم من ذلك.
(٣) والاستفهام أيضا للتعجب من حالهم وللتوبيخ لهم على سوء سلوكهم ، ومعنى في الله أي في دينه وولايته ونسخ شرائعه السابقة بالإسلام وكفر من لم يؤمن بمحمد صلىاللهعليهوسلم ودينه الذي هو الإسلام.
(٤) الإخلاص : تخليص العبادة من الالتفات إلى غير الله تعالى. وعرفه الجنيد فقال : الإخلاص سر بين العبد وبين الله تعالى لا يعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ، ولا هوى فيميله.