نعوت الرسول والأمر بالإيمان به عند ظهوره فقال ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ، وما الله بغافل عما تعملون.
ثم أعاد لهم ما أدبهم به في الآيات السابقة مبالغة في تأديبهم وإصلاحهم لو كانوا أهلا لذلك فأعلمهم أن التمسح بأعتاب الماضين والتشبث بالنسب الفارغة إلى الأولين غير مجد لهم ولا نافع فليقبلوا على إنقاذ أنفسهم من الجهل والكفر بالإيمان والإسلام والإحسان ، أما من مضوا فهم أمة قد أفضوا إلى ما كسبوا وسيجزون به ، وأنتم لكم ما كسبتم وستجزون به ، ولا تجزون بعمل غيركم ولا تسألون عنه.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ فضيلة الإخلاص وهو عدم الإلتفات إلى غير الله تعالى عند القيام بالعبادات.
٢ ـ كل امرىء يجزى بعمله ، وغير مسئول عن عمل غيره ، إلا إذا كان سببا فيه.
٣ ـ اليهودية والنصرانية (١) بدعة ابتدعها اليهود والنصارى.
٤ ـ تفاوت الظلم بحسب الآثار المترتبة عليه.
٥ ـ حرمة (٢) كتمان الشهادة لا سيما شهادة من الله تعالى.
٦ ـ عدم الاتكال على حسب الآباء والأجداد ، ووجوب الإقبال على النفس لتزكيتها وتطهيرها بالإيمان الصحيح والعمل الصالح.
__________________
(١) قال تعالى : (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً) آل عمران.
(٢) إذ قال تعالى : (وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) البقرة.