إلى معرفته ومعرفة محابه ومكارهه فهم لذلك لا يجدون أي صعوبة في الانتقال من طاعة إلى طاعة ومن قبلة إلى قبلة ، مادام ربهم قد أحب ذلك وأمر به.
وأخيرا طمأنهم تعالى على أجور صلاتهم التي صلوها إلى بيت (١) المقدس وهي صلاة قرابة سبعة عشر شهرا بأنه لا يضيعها لهم بل يجزيهم بها كاملة سواء من مات منهم وهو يصلي إلى بيت المقدس أو من حيي حتّى صلى إلى الكعبة وهذا مظهر من مظاهر رأفته تعالى بعباده ورحمته.
هداية الآيتين :
من هداية الآيتين :
١ ـ جواز النسخ في الإسلام فهذا نسخ إلى بدل من الصلاة إلى بيت المقدس إلى الصلاة إلى الكعبة في مكة المكرمة.
٢ ـ الأراجيف وافتعال الأزمات وتهويل الأمور شأن الكفار إزاء المسلمين طوال الحياة فعلى المؤمنين أن يثبتوا ولا يتزعزعوا حتى يظهر الباطل وينكشف الزيف وتنتهي الفتنة.
٣ ـ أفضلية أمة الإسلام على سائر الأمم لكونها أمة الوسط والوسطية شعارها.
٤ ـ جواز امتحان المؤمن وجريانه عليه.
٥ ـ صحة صلاة من صلى إلى غير القبلة وهو لا يعلم ذلك وله أجرها وليس عليه اعادتها ولو صلى شهورا إلى غير القبلة ما دام قد اجتهد في معرفة القبلة ثم صلى إلى حيث أدّاه اجتهاده.
(قَدْ نَرى تَقَلُّبَ (٢) وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ (٣) شَطْرَ الْمَسْجِدِ
__________________
(١) ورد في الصحيح عن البراء قال : مات قوم كانوا يصلون نحو بيت المقدس فقال الناس ما حالهم في ذلك فأنزل الله (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) ورواه الترمذي عن ابن عباس وصححه.
(٢) روى البخاري في سبب نزول هذه الآية أن البراء قال صلينا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد قدومه المدينة ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس ثمّ علم الله هوى نبيّه (أي حبه) فنزلت : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ) الآية.
(٣) تحويل وجهك : أي تحويل وجهك ونظرك بعينك إلى السماء تطلعا إلى نزول الوحي بذلك لا سيما وقد نزلت الآيات الأولى : (سَيَقُولُ) الآية ، إذ هي موحية بذلك.