(هُدىً لِلنَّاسِ) : هاديا للناس إلى ما فيه كمالهم وسعادتهم في الدارين.
(وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ) : البينات جمع بينة والهدى الارشاد ، والمراد أن القرآن نزل هاديا للناس ومبينا لهم سبيل الهدى موضحا طريق الفوز والنجاة فارقا لهم بين الحق والباطل في كل شؤون الحياة.
شهد الشهر (١) : حضر الإعلان (٢) عن رؤيته.
(فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) : فعليه القضاء بعدد الأيام التي أفطرها مريضا أو مسافرا.
(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) : وجب القضاء من أجل إكمال عدة الشهر ثلاثين أو تسعة وعشرين يوما.
(وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) : وذلك عند إتمام صيام رمضان من رؤية الهلال إلى العودة من صلاة العيد والتكبير مشروع وفيه أجر كبير ، وصفته المشهورة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
(وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) : فرض عليكم الصوم وندبكم إلى التكبير لتكونوا بذلك من الشاكرين لله تعالى على نعمه لأن الشكر (٣) هو الطاعة.
معنى الآية الكريمة :
لما ذكر تعالى أنه كتب على أمة الإسلام الصيام في الآية السابقة وأنه أيام معدودات بيّن في هذه الآية أن المراد من الأيام المعدودات أيام شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هاديا وموضحا طرق الهداية ، وفارقا به بين الحق والباطل ، فقال تعالى (شَهْرُ (٤) رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ) يريد شهر رمضان ومعنى شهد كان حاضرا غير مسافر لما أعلن عن رؤية هلال رمضان ، فليصمه على سبيل الوجوب إن كان مكلفا. ثم ذكر عذر المرض والسفر ، وأن على من أفطر بهما قضاء ما
__________________
(١) اختلف في قبول شهادة الواحد في هلال رمضان ، والذي عليه الأكثر وهو الأحوط للدين أنّ الواحد إذا كان عدلا تقبل شهادته ، هذا في الصيام أما في الإفطار وهو رؤية هلال شوّال فلا بد من شاهدين اثنين.
(٢) إذا أسلم الكافر ليلا وبلغ الصبي وجب عليهما الصيام من الغد ، أما إذا أسلم الكافر وبلغ الغلام في نهار رمضان فإنه يستحب لهما الإمساك ولا يجب.
(٣) يشهد له قوله تعالى : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً) والشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح وهو العمل قال الشاعر :
أفادتكم النعماء مني ثلاثة |
|
يدي ولساني والضمير المحجّبا |
(٤) يجمع رمضان على رمضانات ، وأرمضاء ويجوز أن يقال شهر رمضان ورمضان بدون شهر لحديث : «إذا كان رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة».