(حَسَنَةً) : حسنة الدنيا كل ما يسر ولا يضر من زوجة صالحة وولد صالح ورزق حلال وحسنة الاخرة النجاة من النار ودخول الجنان.
(قِنا) : احفظنا ونجنا من عذاب النار.
(نَصِيبٌ) : حظ وقسط من أعمالهم الصالحة ودعائهم الصالح.
الأيام المعدودات (١) : أيام التشريق الثلاثة بعد يوم العيد.
تعجل في يومين : رمى يوم الأول والثاني وسافر.
(وَمَنْ تَأَخَّرَ) : رمى الأيام الثلاثة كلها.
(فَلا إِثْمَ) : أي لا ذنب في التعجل ولا في التأخر.
(لِمَنِ اتَّقى) : للذي اتقى ربّه بعدم ترك واجب أوجبه أو فعل حرام حرمه.
(تُحْشَرُونَ) : تجمعون للحساب والجزاء يوم القيامة.
معنى الآيات :
بهذه الآيات الأربع انتهى الكلام على أحكام الحج ففي الآية الأولى : (٢٠٠) يرشد تعالى المؤمنين إذا فرغوا من مناسكهم بأن رموا جمرة العقبة ونحروا وطافوا طواف الافاضة واستقروا بمنى للراحة والاستجمام أن يكثروا من ذكر الله تعالى عند رمى الجمرات ، وعند الخروج من الصلوات ذكرا مبالغا في الكثرة منه على النحو الذي كانوا في الجاهلية يذكرون فيه مفاخر آبائهم (٢) وأحساب أجدادهم. وبين تعالى حالهم وهي أن منهم من همه الدنيا فهو لا يسأل الله تعالى إلا ما يهمه منها ، وهذا كان عليه أكثر الحجاج في الجاهلية ، وأن منهم من يسأل الله تعالى خير الدنيا والآخرة وهم المؤمنون الموحدون فيقولون : (رَبَّنا آتِنا فِي) (٣) (الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ) ، وهذا متضمن تعليم المؤمنين وإرشادهم إلى هذا الدعاء الجامع والقصد الصالح النافع فلله الحمد والمنة وفي الآية (٢٠٢) يخبر تعالى أن لأهل الدعاء الصالح وهم المؤمنون الموحدون نصيبا من الأجر على أعمالهم التي كسبوها في الدنيا ،
__________________
(١) روي أن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الأيام المعدودات أيام التشريق ، والأيام المعلومات أيام العشر من أول الحجة.
(٢) قال أهل العلم إن عادة العرب في الجاهلية أنهم إذا قضوا حجهم وقفوا عند الجمرات يفاخرون بآبائهم حتى إنّ الرجل ليقول اللهم إنّ أبي كان عظيم القبة عظيم الجفنة كثير المال فاعطني مثل ما أعطيته ، فلا يذكر غير أبيه.
(٣) هذه الآية من جوامع الدعاء التي عمت الدنيا والآخرة وفي الصحيحين أنّ أنس بن مالك : قال كان أكثر دعوة يدعو بها النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ).