وهو تعالى سريع الحساب فيعجل لهم تقديم الثواب وهو الجنة وفي الآية (٢٠٣) يأمر تعالى عباده الحجاج المؤمنين بذكره تعالى في أيام التشريق عند رمي الجمار وبعد الصلوات الخمس قائلين الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ثلاث مرات إلى عصر اليوم الثالث في أيام التشريق (١) ثم أخبرهم الله تعالى بأنه لا حرج على من تعجل السفر إلى أهله بعد رمي اليوم الثاني ، كما لا حرج على من تأخر فرمى اليوم الثالث فقال تعالى : (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ (٢) عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) فالأمر على التخيير وقيد نفي الإثم بتقواه عزوجل فمن ترك واجبا أو فعل محرما فإن عليه إثم معصيتة ولا يطهره منها إلا التوبة فنفي الإثم مقيد بالتعجل وعدمه فقط. فكان قوله تعالى لمن اتقى قيدا جميلا ، ولذا أمرهم بتقواه عزوجل ، ونبههم إلى مصيرهم الحتمي وهو الوقوف بين يديه سبحانه وتعالى فليستعدوا لذلك بذكره وشكره والحرص على طاعته.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ وجوب الذكر بمنى عند رمي الجمرات إذ يكبر مع كل حصاة قائلا الله أكبر.
٢ ـ فضيلة الذكر (٣) والرغبة فيه لأنه من محاب الله تعالى
٣ ـ فضيلة سؤال الله تعالى الخيرين وعدم الاقتصار على أحدهما ، وشره الاقتصار على طلب الدنيا وحطامها.
٤ ـ فضيلة دعاء (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ). فهي جامعة للخيرين معا ، فكان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا طاف بالبيت يختم بها كل شوط.
٥ ـ وجوب المبيت ثلاث ليالي بمنى ووجوب رمي الجمرات إذ بها يتأتى ذكر الله في الأيام المعدودات وهي أيام التشريق.
٦ ـ الرخصة في التعجل لمن رمى اليوم الثاني.
٧ ـ الأمر بتقوى الله وذكر الحشر والحساب والجزاء إذ هذا الذكر يساعد على تقوى الله عزوجل.
__________________
(١) لقد رخص لمن لم يجد الهدي أن يصوم أيام التشريق بلا خلاف.
(٢) قيل إن هذا التخيير ونفي الاثم على المتعجل والمتأخر لأجل الحاج المتقي لأنه حذر متحرز من كل ما يريبه فرفع الإثم حتى لا يبقى في نفسه ما يؤلمه من التقديم والتأخير وهو وجه حسن للآية.
(٣) روى أحمد أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله وروى مسلم أيضا عنه صلىاللهعليهوسلم لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله