هداية الآيات :
١ ـ كراهية منع الخير بسبب اليمين وعليه فمن حلف أن لا يفعل خيرا فليكفر عن يمينه وليفعل الخير لحديث الصحيح «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليأت الذي هو خير».
٢ ـ لغو اليمين معفو عنها ولها صورتان الأولى أن يجري على لسانه لفظ اليمين وهو لا يريد أن يحلف نحو لا والله ، وبلى والله ، والثانية أن يحلف على شىء يظنه كذا فيتبين خلافه ، مثل أن يقول والله ما في جيبي درهم ولا دينار وهو ظان أو جازم أنه ليس في جيبه شىء من ذلك ، ثم يجده فهذه صورة لغو اليمين.
٣ ـ اليمين المؤاخذ عليها العبد هي أن يحلف متعمدا الكذب قاصدا له من أجل الحصول على منفعة دنيوية وهي المقصودة بقوله تعالى : (وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) وتسمى باليمين الغموس ، واليمين الفاجرة.
٤ ـ اليمين التي تجب فيها الكفارة هي التي يحلف فيها العبد أن يفعل كذا ويعجز فلا يفعل أو يحلف أن لا يفعل كذا ثم يضطر ويفعل ، ولم يقل أثناء حلفه إن شاء الله ، والكفارة مبيّنة في آية المائدة وهي إطعام عشرة مساكين ، أو كسوتهم أو تحرير رقبة فإن لم يجد صام ثلاثة أيام.
٥ ـ بيان حكم الإيلاء وهو أن يحلف الرجل أن لا يطأ امرأته مدة فإن كانت أقل من (١) أربعة أشهر فله أن لا يحنث نفسه ويستمر ممتنعا عن الوطء ، إلى أن تنتهي مدة الحلف إلا أن الأفضل أن يطأ ويكفر عن (٢) يمينه ، وإن كانت أكثر من أربعة أشهر فإن عليه أن يفىء إلى زوجته أو تطلق عليه وإن كان ساخطا غير راض.
(وَالْمُطَلَّقاتُ (٣) يَتَرَبَّصْنَ
__________________
(١) ما السرّ في الأربعة أشهر؟ يبدو أنها ثلث السنة والثلث كثير كما في حديث سعد في الوصية ويؤيد هذا ما أجراه عمر رضي الله عنه من سؤال النساء عن مدى صبر المرأة على زوجها فقلن شهران ويقل صبرها في ثلاثة أشهر وينفد في أربعة أشهر. فأمر قواد الأجناد أن لا يمسكوا الرجل في الغزو أكثر من أربعة أشهر.
(٢) لقول الرسول صلىاللهعليهوسلم : «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير».
(٣) (وَالْمُطَلَّقاتُ) الجملة خبرية ومعناها الإنشاء وهو الأمر بالتربص ثلاثة قروء وهذا خاص بالحرائر أمّا الإماء فيتربصن قرأين لا غير ثبت هذا بالسنة الصحيحة وهو قوله صلىاللهعليهوسلم «طلاق الأمة تطليقتان وقرءها حيضتان».