فداء ببيع وشراء ، ولا صداقة تجدي ولا شفاعة تنفع ، والكافرون بنعم الله وشرائعه هم الظالمون المستوجبون (١) للعذاب والحرمان والخسران.
هداية الآيتين
من هداية الآيتين :
١ ـ تفاضل الرسل فيما بينهم بحسب جهادهم وصبرهم وما أهلهم الله تعالى له من الكمال.
٢ ـ صفة الكلام لله تعالى حيث كلّم موسى في الطور ، وكلم محمدا في الملكوت الأعلى.
٣ ـ الكفر والإيمان والهداية والضلال ، والحرب والسلم كل ذلك تبع لمشيئته تعالى وحكمته.
٤ ـ ذم الاختلاف في الدين وأنه مصدر شقاء وعذاب.
٥ ـ وجوب الانفاق في سبيل الله مما رزق الله تعالى عبده.
٦ ـ التحذير من الغفلة والأخذ بأسباب النجاة يوم القيامة حيث لا فداء ولا خلّة تنفع ولا شفاعة ومن أقوى الأسباب الإيمان والعمل الصالح وإنفاق المال تقربا إلى الله تعالى في الجهاد وغيره.
(اللهُ لا إِلهَ (٢) إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٢٥٥))
__________________
(١) قال القرطبي عند هذه الآية : (وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) أي فكافحوهم بالقتال بالأنفس وانفاق المال قال : وقال عطاء بن دينار الحمد لله الذي قال : الكافرون هم الظالمون ولم يقل الظالمون هم الكافرون.
(٢) صحّ أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يا أبا المنذر ـ أبي بن كعب ـ أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال : قلت (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ). فضرب في صدري وقال : ليهنك العلم يا أبا المنذر» وروى أحمد أن آية الكرسي تعدل ربع القرآن وأنّ الزلزلة والكافرون والنصر كل واحدة تعدل ربع القرآن وأنّ الصمد تعدل ثلث القرآن».