(الشَّهَواتِ) (١) : جمع شهوة بمعنى المشتهى طبعا وغريزة كالطعام والشراب اللذيذين.
(الْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ) : القنطار الف ومائة أوقية فضة والمقنطرة الكثيرة بعضها فوق بعض.
(الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ) (٢) : ذات السمات الحسان والمعدة للركوب عليها للغزو والجهاد.
(الْأَنْعامِ) : الابل والبقر والغنم وهى الماشية.
(الْحَرْثِ) (٣) : الزروع والحقول وسائر النباتات النافعة.
(ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) : أي ذلك المذكور من النساء والبنين الخ متاع الحياة الدنيا يريد يستمتع به فيها ويموت صاحبها ويتركها.
معنى الآية الكريمة :
لما ذكر تعالى عناد من كفر من النصارى ، واليهود ، والمشركين ، وجحودهم ، وكفرهم ، ذكر علة الكفر وبيّن سببه ألا وهو ما زينه تعالى لبنى البشر عامة ليفتنهم فيه ويمتحنهم به وهو حب الشهوات أى المشتهيات بالطبع البشرى من النساء (٤) والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث وهو كل ما يحرث من سائر الحبوب والنباتات الغذائية والعطرية وغيرها. هذا الذى جعل تلك الجماعات ترفض الحق وتدفعه لأنه يحول بينهم وبين هذه المشتهيات غالبا فلا يحصلون عليها ، ولم يعلموا انها مجرد متاع زائل فلا يبيعوا بها الجنة دار الخلد والسّلام ولذا قال تعالى ذلك اى ما ذكر من أصناف المحبوبات متاع الحياة الدنيا لا غير اما الآخرة فلا ينفع فيها شىء من ذلك بل لا ينفع فيها الا الزهد فيه والإعراض عنه إلا ما لا بد منه للبلغة به إلى عمل الدار الآخرة وهو الإيمان وصالح الأعمال ، والتخلى عن الكفر والشرك وسائر الذنوب والمعاصى.
__________________
(١) في صحيح مسلم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات» ومعناه أن الجنة لا تنال إلا بقطع مغاور المكاره والصبر عليها ، وأنّ النار لا ينجي منها إلّا ترك الشهوات وفطام النفس عنها.
(٢) ما ذكرناه مأخوذ من السومة وهي السمة أي العلامة وقد تكون المسومة مأخوذ من السوم وهي الرعي في المرعى يقال أسام الماشية إذا رعى بها في المرعى. والخيل مؤنثة.
(٣) الحرث مصدر أطلق علي المحروثات نفسها من المزارع والحدائق.
(٤) روى الشيخان عنه صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : «ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء» وفي حديث آخر : «اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإنّ أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء» رواه مسلم.