شرح الكلمات :
(أَهْلَ الْكِتابِ) : اليهود والنصارى لأن اليهود عندهم التوراة والنصارى عندهم الإنجيل.
(إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ) (١) : الكلمة السّواء هي العادلة وهي أن نعبد الله وحده لا شريك له ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله.
(أَرْباباً) (٢) : الأرباب جمع ربّ وهو المألوه المطاع بغير طاعة الله تعالى.
(فَإِنْ تَوَلَّوْا) : أعرضوا عن التوحيد.
(اشْهَدُوا) : اعلموا علم رؤية ومشاهدة بأنا مسلمون.
(تُحَاجُّونَ) : تجادلون بحجج (٣) باطلة.
(يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا) : لم يكن إبراهيم على ملة اليهود ، ولا على ملة النصارى.
(كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً) : مائلا عن الملل الباطلة إلى ملة الحق وهي الإسلام.
(أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ) : أحق بالنسبة إلى إبراهيم وموالاته الذين اتبعوه على التوحيد.
(وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) : متولي أمرهم وناصرهم.
معنى الآيات :
ما زال السياق في إبطال باطل أهل الكتابين إذ قال تعالى لرسوله قل لهم يا أهل الكتاب من يهود ونصارى تعالوا ارتفعوا من وهدة الباطل التي أنتم واقعون فيها الى كلمة سواء كلمة عدل نصف بيننا وهي أن نعبد الله وحده لا نشرك به سواه وأن لا يتخذ بعضنا (٤) بعضا أربابا من دون الله فيفرض طاعته على غيره (٥) ويلزمه بالسجود له تعظيما وتقديسا فإن أبوا عليك ذلك
__________________
(١) كلمة سوى ، وسوى ، وسواء ، بمعنى واحد إلّا أنّ السين إذا فتحت مدّت.
(٢) نظيرها قوله تعالى : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) معناه أنهم أنزلوهم منزلة ربهم في قبول تحريمهم وتحليلهم لما لم يحرمه الله ولم يحلله ، وسجدوا لهم أيضا.
(٣) المجادلة بالتي هي أحسن والقائمة على أساس العلم الصحيح ممدوحة غير مذمومة وهذه صورة لها : أتى رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله : إنّ امرأتي ولدت غلاما أسود ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل لك من إبل؟ قال : نعم ، قال : ما لونها؟ قال حمر ، قال : هل فيها من أورق؟ قال نعم ، قال : فمن أين ذلك؟ قال : لعلّ عرقا نزعه. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلّ عرقا نزعه».
(٤) وقد راسل النبي صلىاللهعليهوسلم ملوك الروم بمضمون هذه الآية إذ كتب إلى هرقل قائلا : «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أمّا بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإن عليك اثم الأريسيين (الأكّارين) (وهم الفلاحون) (يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ) إلى قوله (مُسْلِمُونَ) رواه مسلم».
(٥) وذلك بأن يحرم عليه ما أحلّ الله ويحل له ما حرّم الله ويلزمه بقبول ذلك والإذعان له.