(بِبَكَّةَ) : مكة.
(لِلْعالَمِينَ) : للناس أجمعين.
(مَقامُ إِبْراهِيمَ) (١) : آية من الآيات وهو الحجر الذي قام عليه أثناء بناء البيت فارتسمت قدماه وهو صخر فكان هذا آية.
(مَنْ دَخَلَهُ) : الحرم الذى حول البيت بحدوده المعروفة.
(آمِناً) : لا يخاف على نفس ولا مال ولا عرض.
الحج : قصد البيت للطواف به وأداء بقية المناسك.
(سَبِيلاً) : طريقا والمراد القدرة على السير إلى البيت والقيام بالمناسك.
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحجاج مع أهل الكتاب فقد قال يهود للنبي صلىاللهعليهوسلم كيف تدعى أنك على دين إبراهيم ، وتأكل ما هو محرم في دينه من لحوم الإبل وألبانها فرد الله تعالى على هذا الزعم الكاذب بقوله : كل الطعام كان حلا أي حلالا لبني إسرائيل وهم ذرية يعقوب الملقب بإسرائيل ، ولم يكن هناك شيء محرم عليهم في دين إبراهيم اللهم إلا ما حرم اسرئيل «يعقوب» على نفسه خاصة وهو لحوم الإبل وألبانها لنذر نذره وهو أنه مرض (٢) مرضا آلمه فنذر (٣) لله تعالى إن شفاه ترك أحب الطعام والشراب إليه ، وكانت لحوم الإبل وألبانها من أحب الأطعمة والأشربة إليه فتركها لله تعالى ، هذا معنى قوله تعالى : (كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ) من قبل أن تنزل التوراة ، إذ التوراة نزلت على موسى بعد إبراهيم ويعقوب بقرون عدة ، فكيف تدعون أن إبراهيم كان لا يأكل لحوم الإبل ولا يشرب ألبانها فأتوا بالتوراة فاقرؤوها فسوف تجدون أن ما حرم الله تعالى على اليهود إنما كان لظلمهم واعتدائهم فحرم عليهم أنواعا من الأطعمة ، وذلك بعد إبراهيم ويعقوب
__________________
(١) مقام ابراهيم : من جملة الآيات إذ أثر قدمي إبراهيم باقية على المقام الذي هو صخرة وفيه قال أبو طالب :
وموطىء ابراهيم في الصخر رطبة |
|
على قدميه حافيا غير ناعل |
وأمر تعالى بالصلاة خلفه في قوله : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) فمن طاف بالبيت يختم طوافه بصلاة ركعتين خلفه.
(٢) أكثر الروايات على أن مرض يعقوب كان بعرق النساء ، وأنّ ما نذره من ترك أحب الطعام والشراب إليه كان باجتهاد منه وليس شرعا عنده إذ هو من المباح وللعبد أن يترك مباحا متى شاء لا سيما إن تركه لله تقرّبا إليه وتوسلا لقضاء حاجته كشفاء من مرض مثلا.
(٣) روى ابن ماجه في سننه أن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم «يقول شفاء عرق النساء إلية شاة (عربية) تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يشرب على الرّيق في كل يوم جزء ، قال أنس فوصفته لأكثر من مائة فبرأ فإذن الله تعالى».