فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٤) وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (١١٥))
شرح الكلمات :
(لَيْسُوا سَواءً) : غير متساوين.
(أُمَّةٌ قائِمَةٌ) : جماعة قائمة ثابتة على الإيمان والعمل الصالح.
(يَتْلُونَ آياتِ اللهِ) : يقرأون القرآن.
(آناءَ اللَّيْلِ) : ساعات الليل جمع إني وإني.
(وَهُمْ يَسْجُدُونَ) : يصلون
(يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) : يبتدرونها خشية الفوات.
(فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) : فلن يجحدوه بل يعترف لهم به ويجزون به وافيا.
معنى الآيات :
بعد أن ذكر تعالى حال أهل الكتاب وأنهم فريقان مؤمن صالح ، وكافر فاسد. ذكر هنا في هذه الآيات الثلاث : (١١٣ ، ١١٤ ، ١١٥) أن أهل الكتاب ليسوا (١) سواء أي غير متساوين في الحال ، وأثنى على أهل الصلاح منهم فقال جل ذكره (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ) (٢) أي على الإيمان الحق والدين الصحيح وهم الذين أسلموا. يتلون آيات الله يقرأونها في صلاتهم آناء الليل أي ساعات الليل في صلاة العشاء وقيام الليل وهم يسجدون وهذا ثناء عليهم بالسجود إذ هو أعظم مظاهر الخضوع لله تعالى كما أثنى تعالى عليهم بالإيمان الصادق والأمر بالمعروف وهو الدعوة إلى عبادة الله تعالى بعد الإيمان به والإسلام الظاهر والباطن له. وينهون عن المنكر وهو الشرك بعبادة الله تعالى والكفر به وبرسوله فقال عزوجل : (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) أي يبادرون إليها قبل فواتها والخيرات هي كل قول وعمل صالح من سائر القربات. وشهد
__________________
(١) يرى بعضهم أن الكلام تم عند قوله : (لَيْسُوا سَواءً) أي ليس المسلمون وأهل الكتاب سواء ثم استأنف فقال : (مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) الخ ، وما ذكرته في التفسير أصح وأوضح.
(٢) المراد بهم : عبد الله بن سلام ، وأخوه وعمته وسعية أو سنعة بن غريض ، وثعلبة ابن سعية وأسد القرظي ، وغيرهم ممن أسلموا وحسن إسلامهم ، في دنيا الإسلام والمسلمين إلى اليوم.