ورسومه رسوم صاحب الصين ، ويعتقدون أن طاعة ملك الصين عليهم مباركة ومخالفته شؤم ، وبينه وبين الصين ثلاثمائة فرسخ.
كنزة وقرّان
موضعان باليمامة ، بهما نخل كثير ومواش ، قال أبو زياد الكلابي : نزل بهم رجل من بني عقيل كنيته أبو مسلم كان يصطاد الذئاب ، قالوا له : إن ههنا ذئبا لقينا منه التباريح ، إن أنت اصطدته فلك في كلّ غنم شاة! فنصب له الشبكة وحبله وجاء به يقوده ، وقال : هذا ذئبكم فأعطوني ما شرطتم. فأبوا وقالوا : كل ذئبك! فشدّ في عنق الذئب قطعة حبل وخلّى سبيله وقال : ادركوا ذئبكم! فوثبوا عليه وأرادوا قتله ، فقال : لا عليكم ان وفيتّم لي رددته! فخلّوه ليردّه ، فذهب وهو يقول :
علّقت في الذّئب حبلا ثمّ قلت له |
|
الحق بأهلك واسلم أيّها الذّئب! |
إن كنت من أهل قرّان فعد لهم |
|
أو أهل كنزة فاذهب غير مطلوب |
المخلفين لما قالوا وما وعدوا |
|
وكلّ ما يلفظ الإنسان مكتوب |
سألته في خلاء : كيف عيشته؟ |
|
فقال : ماض على الأعداء مرهوب |
لي الفصيل من البعران آكله |
|
وإن أصادفه طفلا فهو مصقوب |
والنّخل أفسده ما دام ذا رطب |
|
وإن شتوت ففي شاء الأعاريب |
يا أبا مسلم أحسن في أسيركم |
|
فإنّني في يديك اليوم مجنوب |
كولم
مدينة عظيمة بأرض الهند ، قال مسعر بن مهلهل : دخلت كولم وما رأيت بها بيت عبادة ولا صنما وأهلها يختارون ملكا من الصين ، إذا مات ملكهم.
وليس للهند طبيب إلّا في هذه المدينة ، عماراتهم عجيبة ، أساطين بيوتهم من