وأمر بعبادة الله تعالى وكان ذا عدل وإحسان.
وثانيهم اسكندر بن دارا بن بهمن ، كان ملكا عظيما حكيما حصل العلوم وعرف علم الخواص ، وتلمذ لارسطاطاليس واستوزره وكان يعمل برأيه ، وانقاد له ملوك الروم والصين والترك والهند ، ومات وعمره اثنتان وثلاثون سنة وسبعة أشهر.
وثالثهم أنوشروان بن قباذ كسرى الخير ، كثرت جنوده وعظمت مملكته وهادنته ملوك الروم والصين والهند والخزر ، وروي عن النبي ، عليه السلام ، أنّه قال : ولدت في زمن الملك العادل! ومن عدله ما ذكر أنّه علق سلسلة فيها جرس على بابه ليحرّكها المظلوم ، ليعلم الملك حضوره من غير واسطة فأتى عليها سبع سنين ما حرّكت.
ورابعهم بهرام بن يزدجرد ويقال له بهرام جور. كان من أحذق الناس بالرمي ، لم يعرف رام مثله. ذكر أنّه خرج متصيّدا وكان معه جارية من أحظى جواريه ، فظهر لهم سرب من الظباء فقال لها : كيف تريدين أن أرمي ظبية منها؟ قالت : أريد أن تلصق ظلفها بأذنها! فأخذ الجلاهق ورمى بندقة أصابت أذنها. فرفعت ظلفها تحكّ بها أذنها ، فرمى نشّابة وخاط ظلفها بأذنها.
وخامسهم رستم بن زال الشديد ، ذكروا أنّه لم يعرف فارس مثله. كان من أمره أنّه إذا لاقى في ألف فارس ألفين غلبهم ، وإذا لاقى في خمسة آلاف فارس عشرة آلاف غلبهم ، وإذا دعا إلى البراز وخرج إليه القرن يرفعه برمحه من ظهر الفرس ويرميه إلى الأرض.
وسادسهم جاماسب المنجم. كان وزيرا لكشتاسف بن لهراسب ، لم يعرف منجم مثله حكم على القرانات وأخبر بالحوادث التي تحدث ، وأخبر بخروج موسى وعيسى ونبيّنا ، عليه السلام ، وزوال المللّة المجوسيّة ، وخروج الترك ونهبهم وقتلهم ، وخروج شخص يقهرهم وكثير من الحوادث بعدهم ، كلّ ذلك في كتاب يسمّى أحكام جاماسب بالعجميّة. وله بعد موته خاصّية عجيبة ،