ثلاث وأربعين وخمسمائة ، وبقيت في يدهم اثنتي عشرة سنة حتى قدم عبد المؤمن افريقية سنة خمس وخمسين وخمسمائة واستعادها. وهي في يد بني عبد المؤمن إلى الآن.
نابلس
مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين جبلين مستطيلة لا عرض لها. وبها اجتماع السامرة ، وهم طائفة من اليهود ، واليهود بعضهم يقول : انّهم مبتدعة ملّتنا! ومنهم من يقول : انّهم كفّار ملّتنا! ذكر بعض مشايخ نابلس انّه ظهر هناك تنّين عظيم فتوسّل الناس في هلاكه ، وكان شيئا هائلا له ناب عظيم ، فعلّقوا نابه هناك ليتعجّب الناس من عظمها وليس باصطلاحهم التنّين ، فعرف الموضع بها وقيل نابلس. بظاهر المدينة مسجد يقولون : ان آدم ، عليه السلام ، سجد لربّه هناك. وبها جبل يقول اليهود ان الخليل ، عليه السلام ، أمر بذبح ولده عليه ، لأن في اعتقادهم أن الذبيح كان إسحق ، عليه السلام. وبها عين تحت كهف تعظّمه السامرة. وبها بيت عبادة للسامرة يسمّى كزيرم.
ناصرة
قرية بقرب طبرية ، قيل : اسم النصارى مشتقّ منها لأنّهم كانوا من ناصرة.
وأهلها عيّروا مريم ، عليها السلام ، فهم قوم إلى هذه الغاية يعتقدون انّه لا تلد بكر من غير زوج.
من عجائبها شجرة الأترج ، ثمرتها على هيئة النساء ، لها ثديان وما يشبه اليدين والرجلين وموضع القبل مفتوح ، وهذا أمر مشهور عندهم.