شاطبة
مدينة كبيرة قديمة في شرقي الأندلس ، يذكر أهلها بالشرّ والظلم والتعدي ؛ قال صفوان بن ادريس المرسي في وصف شاطبة :
شاطبة الشّرق شرّ دار |
|
ليس بسكّانها فلاح |
الظّلم عند الورى حرام |
|
وإنّه عندهم مباح! |
ينسب إليها المقرئ الشاطبي. عمل قصيدة طويلة لأميّة ، وذكر القراءات فيها وأسماء القرّاء بالحروف المرموزة ، ولم يقصّر في جميع ذلك ونظمه.
شاشين
جزيرة توازي حدّ الأندلس ، طولها مسيرة عشرين يوما. وهي كثيرة الخيرات آهلة كثيرة المواشي جدّا ، وغنمها بيض كلّها ، لا يكاد يوجد بها شاة سوداء. وأهلها أكثر الناس تحلّيا بالذهب ، فيكون الوضيع والشريف يطوّق بالذهب ، ولأشرافهم أسورة الذهب في زنودهم ، وملوكهم يركّبون صفائح الذهب على دروز الخياطة من الثياب.
بها نوع من الصوف في غاية الحسن ، لا يوجد مثلها في شيء من البلاد ؛ قالوا سبب ذلك أن نساءها يدهنّ الصوف بشحم الخنزير ، فيجوّد عملها ولونها أبيض أو فيروزجيّ وانّها في غاية الحسن.
وبها عجب ليس في جميع الدنيا ، وهو أن على شاطئ بحرهم شجرا فربّما انهارت الأجراف ووقعت الشجرة في البحر ، فيضطرب من الأمواج حتى يصير عليه طخاء أبيض ، فلا يزال كذلك ويصير الطخاء زائدا حتى يصير فى خلقه بيضة ، ثمّ تخطط البيضة على خلقة طائر فلا يحتبس إلّا رجلاه ومنقاره ، فإذا أراد الله نفخ الروح فيه يخلق ريشه وينفصل الرجلان والمنقار من العود فيصير