وبها جبل زنجقان ، وهو جبل بقرب مراغة به عين ماء عذب ، يعجن به الدقيق فيربو كثيرا ، ويحسن خبزه والخبّازون يخمّرون أدقّتهم به ، ويصير هذا الماء حجرا ينعقد منه صخور ضخام يستعملها الناس في أبنيتهم.
ومن مفاخرها القاضي صدر الدين المعروف بالجود والكرم ، وفنون الخيرات وصنوف المبرّات ، من خيراته سور مدينة قزوين الذي عجز عن مثله أعظم ملوك زماننا ، فإنّه بنى أبواب المدينة بالآجرّ في غاية العلوّ ، وبقيّة السور بالطين ، وشرفاتها بالآجرّ ، والمدينة في غاية السعة.
وحكي أنّه أراد أن يتّخذ لنفسه قبرا بقرب حجرة رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، فبعث إلى أمير المدينة وأعلمه ذلك ، فشرط أن يبعث إليه ملء جراب ذهبا. فقال القاضي : ابعث إليّ الجراب حتى أملأه ذهبا! فلمّا رأى أمير المدينة كبر همّته وسماحة نفسه بعث إليه اذن عناق ، ومكنه من ذلك. فلمّا توفي دفن في المدينة ، وموضع رأسه قريب من قدم رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم.
وحكى الشيخ نور الدين محمّد بن خالد الجيلي ، وكان من الابدال ، في كتاب صنّفه في كراماته وعجائب حالاته قال : رأيت فوجا من الملائكة لا يدرك عددهم ومعهم تحف وهدايا ، فسألت : إلى من هذه الهدايا؟ قالوا : إلى قاضي مراغة. قلت : ما هو إلّا عبد مكرم! قالوا : ان هذه له لكرامته رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم.
مربيطر
مدينة بالأندلس بقرب بلنسية ، قال صاحب معجم البلدان : إن فيها الملعب ذا العجائب ، لست أعرف كيف يكون ذلك ، وذاك أن الإنسان إذا نزل فيه صعد ، وإذا صعد عليه نزل ، إن صحّ ذلك فإنّه ذو العجائب جدّا.