كان يمنعهم من قتلي ، فاجتمعوا يوما اجتماعا عظيما وأحضروا معزا أركبوني عليها ، وجاءت امرأة ساحرة بمنجل في يدها تديره ، وتقرأ شيئا والجمع قيام عندي بالسيوف المسلولة ، فإذا المعز تحتي صاحت صيحة ، فرجع القوم وخلّوا سبيلي وقالوا : ليس هذا كما ظننّا.
بلاد التغزغز
هم قوم من الترك ، بلادهم مسيرة عشرين يوما ، وليس لهم بيت عبادة.
يعظّمون الخيل ويحسنون القيام عليها ، ويأكلون المذكى وغير المذكى ، ويلبسون القطن واللبود ، ولهم عيد عند ظهور قوس قزح. ولهم ملك عظيم الشأن له خيمة على أعلى قصره من ذهب ، تتسع لألف إنسان ترى من خمسة فراسخ.
وبها حجر الدم ، وهو حجر إذا علق على إنسان كصاحب الرعاف أو غيره ينقطع دمه.
بلاد جكل
هم قوم من الترك ، مسيرة بلادهم أربعون يوما ، وبلادهم آمنة ساكنة ، وفيهم نصارى. وهم صباح الوجوه يتزوّج الرجل منهم بابنته وأخته وسائر محارمه ، وليسوا مجوسا لكن هذا مذهبهم ، ويعبدون سهيلا والجوزاء وبنات نعش ، ويسمّون الشعرى اليمانية ربّ الأرباب. وعندهم دعة لا يرون الشرّ ، وجميع قبائل الترك يطمع فيهم للينهم ودعتهم. ومأكولهم الشعير والجلبان ولحوم الغنم ، وليس في بلادهم الإبل ولا البقر ، ولباسهم الصوف والفراء لا يلبسون غيرها. وبها حجر الفادزهر ، ولا ملك لهم ، وبيوتهم من الخشب والعظام.