وبها العلس ، وهو نوع من الحنطة حبّتان منه في كمام لا يوجد إلّا باليمن ، وهو طعام أهل صنعاء.
وبها الورس ، وهو نبت له خريطة كما للسمسم ، ذكروا انّه يزرع سنة ويبقى عشرين سنة.
وبها الموز وهي ثمرة شبيهة بالعنب إلّا أنّه حلو دسم ، لا تحمل شجرتها إلّا مرّة واحدة.
وبها نوع من الكمثرى ، من أكل منها واحدة يطلق عشر مرّات ، وان أكل اثنتين يطلق عشرين مرّة ، وإن أكل ثلاثا يطلق ثلاثين. ويتّخذ منه عسل يلعق منه صاحب القولنج فينفتح في الحال.
ويجلب منها سيوف ليس في شيء من البلاد مثلها ، ويجلب منها البرود اليمانية ، وقرودها أخبث القرود وأسرع قبولا للتعليم.
وبها الغدار ، وهو نوع من المتشيطنة يوجد بأكناف اليمن ، يلحق الإنسان ويقع عليه ، فإذا أصيب الإنسان منه يقول أهل تلك النواحي : أمنكوح هو أم مذعور؟ فإن قالوا منكوح أيسوا منه ، وإن كان مذعورا سكن روعه وشجع ، ومن الناس من لم يكترث به لشجاعة نفسه.
وحكي عن الشافعي أنّه قال : دخلت بلدة من بلاد اليمن فرأيت فيها إنسانا من وسطه إلى أسفله بدن امرأة ، ومن وسطه إلى فوقه بدنان متفرّقان بأربع أيد ورأسين ووجهين ، وهما يتلاطمان مرّة ويصطلحان أخرى ، ويأكلان ويشربان.
ثمّ غبت عنهما سنين ورجعت ، فسألت عنها فقيل لي : أحسن الله عزاءك في أحد الجسدين! توفي فربط من أسفله بحبل حتى ذبل ثمّ قطع ، والجسد الآخر تراه في السوق ذاهبا وجائيا.
ومنها أبو عبد الرحمن طاووس بن كيسان اليماني افتخار اليمن ، كان من أعلم الناس بالحلال والحرام ، له نسل بقزوين مشايخ وعلماء إلى الآن ، وهو جدّي من قبل الأم ، ذكر يوسف بن اسباط أن طاووسا مرّ بنهر سلطاني ، فهمّت