زويلة
مدينة بإفريقية غير مسورة في أوّل حدود السودان ، ولأهلها خاصيّة عجيبة في معرفة آثار القدم ، ليس لغيرهم تلك الخاصّية ، حتى يعرفون أثر قدم الغريب والبلدي ، والرجل والمرأة ، واللّص والعبد الآبق والأمة ، والذي يتولّى احتراس المدينة يعمد إلى دابّة يشدّ عليها حزمة من جرائد النخل ، بحيث ينال سعفه الأرض ثمّ يدور به حول المدينة ، فإذا أصبح ركب ودار حول المدينة ، فإن رأى أثرا خارجا تبعه حتى أدركه أينما توجّه.
وقد بنى عبد الله المهدي ، جدّ خلفاء مصر ، إلى جانب زويلة مدينة أخرى سمّاها المهديّة ، بينهما غلوة سهم. كان يسكن هو وأهله بالمهدّية ، وأسكن العامّة في زويلة ، وكانت دكاكينهم وأموالهم بالمهدية ، وبزويلة مساكنهم ، فكانوا يدخلون بالنهار زويلة للمعيشة ، ويخرجون باللّيل إلى أهاليهم ، فقيل للمهدي : إن رعيتك في هذا في عناء! فقال : لكن أنا في راحة لأني بالليل أفرّق بينهم وبين أموالهم ، وبالنهار أفرّق بينهم وبين أهاليهم ، فآمن غائلتهم بالليل والنهار!
السّند
ناحية بين الهند وكرمان وسجستان ؛ قالوا : السند والهند كانا أخوين من ولد توقير بن يقطن بن حام بن نوح ، عليه السلام.
بها بيت الذهب ؛ قال مسعر بن مهلهل : مشيت إلى بيت الذهب المشهور بها فإذا هو من ذهب في صحراء ، يكون أربعة فراسخ لا يقع عليها الثلج ويثلج ما حولها ، وفي هذا البيت ترصد الكواكب ، وهو بيت تعظّمه الهند والمجوس ، وهذه الصحراء تعرف بصحراء زردشت نبيّ المجوس ، ويقول أهل تلك الناحية : متى يخرج منه إنسان يطلب دولة لم يغلب ولا يهزم له عسكر حيث أراد.