وحكي أن الإسكندر لمّا فتح تلك البلاد ودخل هذا البيت أعجبه ، فكتب إلى أرسطاطاليس وأطنب في وصف قبّة هذا البيت فأجابه أرسطو : إني رأيتك تتعجّب من قبّة عملها الآدميون ، وتدع التعجّب من هذه القبّة المرفوعة فوقك ، وما زينت به من الكواكب وأنوار الليل والنهار! وسأل عثمان بن عفّان عبد الله بن عامر عن السند فقال : ماؤها وشل ، وتمرها دقل ، ولصّها بطل! إن قلّ الجيش بها ضاعوا وإن كثروا جاعوا! فترك عثمان غزوها.
وبها نهر مهران ، وهو نهر عرضه كعرض دجلة أو أكثر ، يقبل من المشرق آخذا إلى الجنوب متوجّها نحو المغرب ، ويقع في بحر فارس أسفل السند ؛ قال الاصطخري : نهر مهران يخرج من ظهر جبل يخرج منه بعض أنهار جيحون ، ثمّ يظهر بناحية ملتان على حدّ سمندور ، ثمّ على المنصورة ثمّ يقع في البحر شرقي الدّيبل ، وهو نهر كبير عذب جدّا ، وان فيه تماسيح كما في نيل مصر ، وقيل : إن تماسيح نهر السند أصغر حجما وأقلّ فسادا. وجري نهر السند كجري نهر النيل ، يرتفع على وجه الأرض ثمّ ينصبّ ، فيزرع عليه كما يزرع بأرض مصر على النيل.
سومناة
بلدة مشهورة من بلاد الهند على ساحل البحر بحيث تغلبه أمواجه.
كان من عجائبها هيكل فيه صنم اسمه سومناة ، وكان الصنم واقفا في وسط هذا البيت لا بقائمة من أسفله تدعمه ، ولا بعلاقة من أعلاه تمسكه ، وكان أمر هذا الصنم عظيما عند الهند ، من رآه واقفا في الهواء تعجّب ، مسلما كان أو كافرا ، وكانت الهند يحجّون إليه كلّ ليلة خسوف ، يجتمع عنده ما يزيد على مائة ألف إنسان ، وتزعم الهند أن الأرواح إذا فارقت الأجساد اجتمعت إليه وهو ينشئها في من شاء ، كما هو مذهب أهل التناسخ ، وان المدّ والجزر عبادة