٢ ـ الباهوديّة
زعموا أن رسولهم ملك روحاني على صورة بشر اسمه باهود ، أتاهم وهو راكب على ثور ، على رأسه إكليل مكلل بعظام الموتى من عظام الرءوس ، ومتقلد من ذلك بقلادة ، وبإحدى يديه قحف (١) إنسان ، وبالأخرى مزراق (٢) ذو ثلاث شعب.
يأمرهم بعبادة الخالق عزوجل وبعبادته معه ، وأن يتخذوا على مثاله صنما يعبدونه ، وأن لا يعافوا شيئا ، وأن تكون الأشياء كلها في طريقة واحدة ؛ لأنها جميعا صنع الخالق عزوجل ، وأن يتخذوا من عظام الناس قلائد يتقلدونها وأكاليل يضعونها على رءوسهم ، وأن يمسحوا أجسادهم ورءوسهم بالرماد ، وحرم عليهم الذبائح والنكاح وجمع الأموال ، وأمرهم برفض الدنيا ، ولا معاش لهم فيها إلا من الصدقة.
٣ ـ الكابلية (٣)
زعموا أن رسولهم ملك روحاني يقال له شب (٤) ، أتاهم في صورة بشر متمسح بالرماد على رأسه قلنسوة من لبود أحمر طولها ثلاثة أشبار ، مخيط عليها صفائح من قحف الناس ، متقلد قلادة من أعظم ما يكون ، متمنطق من ذلك بمنطقه ، متسوّر منها بسوار ، متخلخل منها بخلخال ، وهو عريان ، فأمرهم أن يتزينوا بزينته ، ويتزيوا بزيه ، وسن لهم شرائع وحدودا.
__________________
(١) القحف : العظم الذي فوق الدماغ.
(٢) المزراق من الرماح : رمح قصير وهو أخف من العنزة ، وقد زرقه بالمزراق زرقا إذا طعنه أو رماه به.
(٣) الكابلية : نسبة إلى كابيلا ، مؤسس مذهب ساميكهيا ، وقد عاش في القرن السادس قبل الميلاد. ومعنى كلمة ساميكهيا التعدد لقول كابيلا بالتعدد الذي لا يتناهى في النفوس ، وهو مذهب إلحادي ، لا يعترف بإله مسيطر متصرف في الكون ، وإنما يرى أن هناك روحا عاما أو عالما من الأرواح غير محدد ولا متناه.
(٤) وفي نسخة «شيوا» وهو إله الإبادة ، وإن شئت فقل إله التحول وهو إله الحياة والموت.