كتاب الله وعترتي : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (١).
السادس عشر : صاحب (العمدة) من طريق المخالفين بالإسناد عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (٢).
السابع عشر : صدر الأئمة عند المخالفين موفق بن أحمد في كتاب فضائل علي أمير المؤمنين في حديث مكاتبة معاوية عمرو بن العاص في استدعاء عمرو بن العاص إلى المعونة على أمير المؤمنين عليهالسلام فأجابه عمرو بن العاص جواب المكاتبة : من عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد فقد وصل كتابك فقرأته ثم فهمته فأما ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي والتهور في الضلالة معك وإعانتي إياك على الباطل واختراط السيف في وجه علي رضي الله عنه ، وهو أخو رسول الله صلىاللهعليهوآله ووصيه ووراثه وقاضي دينه ومنجز وعده وزوج ابنته سيدة نساء الجنة وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة فلن يكون ، وأماما قلت : إنك خليفة عثمان ، فقد صدقت ولكن تبيّن اليوم عزلك عن خلافته وقد بويع لغيره فزالت خلافتك ، وأما ما عظمتني به ونسبتني إليه من صحبة رسول الله صلىاللهعليهوآله وإني صاحب جيشه فلا أغتر بالتزكية ولا أميل بها عن الملّة ، وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله صلىاللهعليهوآله ووصيه إلى البغي والحسد لعثمان وسميت الصحابة فسقة وزعمت أنه أشدهم على قتله فهذا كذب وغواية.
ويحك يا معاوية أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله وبات على فراشه وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة وقد قال عنه رسول الله صلىاللهعليهوآله : «هو مني وأنا منه وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلّا انّه لا نبي بعدي». وقد قال فيه يوم غدير خم : «ألا ومن كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله». وهو الذي قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم خيبر : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» وهو الذي قال فيه يوم الطير : «أنت مني بأحب الخلق إليك فلما دخل عليه قال واليّ واليّ». وقد : قال فيه يوم بني النظير : «علي إمام البررة وقاتل الفجرة ، منصور من نصره مخذول من خذله». وقد قال صلىاللهعليهوآله : «عليّ وليّكم من بعدي» وأكد القول عليك وعليّ وعلى جميع المسلمين وقال : «إنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي» وقد قال : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها». وقد علمت يا
__________________
(١) مسند أبي يعلى : ٢ / ٢٩٧ ح ١٠٢١ ، والمعجم الأوسط : ٣ / ٣٧٤.
(٢) العمدة لابن البطريق : ١٠٤.