معاوية ما أنزل الله في كتابه فيه من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشرك فيها أحد كقوله تعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) (١) (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (٢) (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (٣) وقد قال الله تعالى : (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) (٤) وقد قال تعالى لرسوله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (٥) وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله «أما ترضى أن يكون سلمك سلمي وحربك حربي وتكون أخي ووليّ في الدنيا والآخرة يا أبا الحسن من أحبّك فقد أحبّني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أحبّك أدخله الله الجنّة ومن أبغضك أدخله الله النار» وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين والسلام (٦).
الثامن عشر : في كتاب (سير الصحابة) قال : أخبرني إبراهيم بن محمد قال : حدثني عيسى ابن عبد الله بن محمد بن علي عن أبيه قال كنت عند جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام فسمع الرعد فقال : «سبحان من سبّحت له الرعد ثم قال : يا أبا محمد أخبرني أبي عن أبيه الحسين بن علي عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إني لأجد أن لا بقاء لنبي إلّا نصف عمر الذي مضيّ له في النبوة وإنّي إن ادعى فاجيب فما أنتم قائلون؟ فقال كل رجل منهم ما شاء الله أن يقول فقالوا : نشهد أنّك قد بلغت ونصحت فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أليس تشهدون أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا رسول الله وأنّ الجنّة حق والنار حق والبعث حق؟ قالوا : نعم ، فقال وأومئ بيده إلى صدره وأنا معكم موافيّ ، لكم منذر وانتم واردون عليّ الحوض عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه عدد الكواكب اقداحا من الذهب والفضة (٧) فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين فقال : كتاب الله الثقل الأكبر سبب طرفه بيد الله وسبب طرفه الآخر في يدكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تزلّوا ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض وسألت ربّي لهما ذلك فلا تتقدموهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم. ثم أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بيد علي عليهالسلام وقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» (٨).
__________________
(١) الدهر : ٧.
(٢) المائدة : ٥٥.
(٣) هود : ١٧.
(٤) الأحزاب : ٢٣.
(٥) الشورى : ٢٣.
(٦) المناقب : ١٩٩ / ح ٢٤٠.
(٧) في المصدر : قد حان ماؤه أشد بياضا من الفضة ، وفي كتاب ابن مخلد القرطبي : وفيه قد حان من ذهب وفضة.
(٨) المسترشد للطبري : ٤٦٧ ح ١٥٨ ، وكتاب ما روي في الحوض والكوثر للقرطبي بتفاوت : ٨٨ ، وينابيع ـ