التاسع عشر : كتاب سير الصحابة أخبرنا أبو حفص بن عمر الفرّاء قال زيد بن الحسن الانماطي: عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الفزاري قال : لما نزل رسول الله صلىاللهعليهوآله الجحفة صاروا عن حجة الوداع في أصحابه عند سمرات السطحاء متقاربات أن نزلوا تحتهن حتى إذا نزل القوم وأخذوا منازلهم أرسل لتلك السمرات فقمّ ما تحتهن من الشوك وسوّين عن رءوس الجبال حتى نودي بالصلاة فصلى تحتهن ، ثم قام رسول الله صلىاللهعليهوآله خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير انّه لم يعمّر نبي إلّا دون عمر صاحبه ولا أراني إلّا موشكا أن ادعى فاجيب وأنا مسئول وأنتم مسئولون وألا فهل بلغتكم؟ فقال الناس : قد والله بلغت وجهدت وحرصت فجزاك الله عنّا خيرا ، قال : أفلستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنّ محمدا عبده ورسوله وأنّ البعث بعد الموت حق وأنّ الجنة والنار حقّ؟ قالوا : بلى نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد ، ثم قال : أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه وهو آخذ بيد علي عليهالسلام ثم قال : اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه قال فليسمع الشاهد الغائب والأبيض الأسود والكبير الصغير ، ثم قال : أيها الناس إنّكم واردون عليّ الحوض وعرضه مثل ما بين بصرى وصنعاء وفيه عدد النجوم قداحا من فضة وذهب ألا وإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما حين تلقوني ، قالوا : وما الثقلين يا رسول الله؟
قال : الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدّلوا ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي ، قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يلقياني وسألت ربي لهما ذلك فأعطاني لا تسابقوهم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فهم أعلم منكم» (١).
العشرون : أبو الحسن الفقيه أحمد بن محمد بن شاذان من طريق العامة في المناقب المائة عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعلي بن أبي طالب أفضل لكم من كتاب الله لأنه مترجم لكم عن كتاب الله» (٢).
الحادي والعشرون : ابن المغازلي الشافعي بإسناده إلى ابن أبي الدنيا من كتاب فضائل القرآن قال: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وقرابتي ، قال : آل عقيل
__________________
ـ المودة : ١ / ١١٨.
(١) المصدر السابق ، وينابيع المودة : ١ / ١٢١.
(٢) مائة منقبة : ١٦١ / المنقبة : ٨٦ ، بتفاوت.