أمّا المقدّمة فهي في شأن المؤمن :
وقد ورد في الأخبار في شأن المؤمن ما يذهل الأفكار والعقول ، وذكرها كلّها يطول ، ومجمل مدلولها أنّ إكرام المؤمن إكرام لله ولأهل البيت عليهم السلام ، وإهانته إهانةٌ لله وأهل البيت عليهم السلام ، وإليك بعض النصوص :
عن الإمام العسكري عليه السلام ـ في حديث ـ : «فأمّا من قويت بصيرته ، وحسنت بالولاية لأوليائه والبراءة من أعدائه معرفته ، فذلك أخوكم في الدين ، أمسُّ بكم رحماً من الآباء والاُمّهات ... فإنّ موالينا وشيعتنا منّا وكلّنا كالجسد الواحد ...»(١).
ففي هذا الخبر :
١ ـ المعيار في الأُخوّة الدينية بين المؤمنين ، بعد معرفة الله ورسوله ، أمران يكمّل أحدهما الآخر ، هما : الولاية لأولياء الله ، والبراءة من أعداء الله.
وعليه ، فموضوع بحثنا والمقصود من عنوان «المؤمنين» هو الشيعي الجامع بين الوصفين.
٢ ـ إنّ نسبة المؤمن إلى المؤمن ـ في اعتبار الأئمّة عليهم السلام ـ أقرب وأقوى من النسبة بين الأبناء وآبائهم وأُمّهاتهم.
٣ ـ إنّ شيعة أهل البيت عليهم السلام منهم ، وهم وشيعتهم كالجسد الواحد ، ولا يخفى ما لهذا الكلام من دلالات.
__________________
(١) وسائل الشيعة ٩/٢٢٩ ح ١١٩٠٤.