وعن أبي عبـد الله عليه السلام ـ فيما كتبه إلى النجاشي الوالي على الأهواز ـ قال : «من زار أخاه إلى منزله لا لحاجة إليه ، كتب من زوّار الله ، وكان حقيقاً على الله أن يكرم زائره».
وقال عليه السلام : «ومن أدخل على أخيه المؤمن سروراً فقد أدخل على أهل البيت سروراً ، ومن أدخل على أهل البيت سروراً فقد أدخل على رسول الله صلّى الله عليه وآله سروراً ، ومن أدخل على رسول الله صلّى الله عليه وآله سروراً فقد سرّ الله ، ومن سرّ الله فحقيق على الله أنْ يدخله جنّته»(١).
فعندما يزور أخاه المؤمن لا لحاجة بل أداءً لحقٍّ من حقوقه الثابتة بأمر الله عزّ وجلّ ، فهو من زوّار الله ، يقول الإمام عليه السلام : «وكان حقيقاً على الله» أي ثابتاً عليه عقلاً ونقلاً «أنْ يكرم زائره» وإكرام الله تعالى فوق «أنْ يدخله جنّته» فإنّه يكون من أهل الجنّة المكرمين ، يقول تعالى : (إِلاَّ الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَـحْرُومِ * وَالَّذِينَ ... أُولئِكَ فِي جَنَّات مُكْرَمُونَ * ... أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئ مِنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيم * كَلاَّ ...)(٢).
والمستفاد من الآيات وما ورد بذيلها من الأخبار : إنّ «المكرمين» في الجنّة أعلى درجةً من سائر أهلها ، كما أنّ هناك درجات أعلى من درجة المكرمين.
وقد جاء الإكرام في رواية عن أبي عبـد الله عليه السلام قال :
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٧/٢٠٧ ـ ٢١٢ ح ٢٢٣٥٤.
(٢) سورة المعارج ٧٠ : ٢٢ ـ ٣٩.