«من أتاه أخوه المسلم فأكرمه فإنّما أكرم الله عزّ وجلّ»(١).
فإكرام الأخ المسلم بالمعنى المذكور من قبل إكرامٌ لله ، ومن أكرم الله تعالى أكرمه ؛ لأنّه لا يجازي الإحسان إلاّ بالإحسان.
وفي المقابل : من أذلَّ وليّاً من أولياء الله ورسوله ؛ فسيرى عقاب عمله.
عن إسحاق بن عمّار : «قال لي أبو عبـد الله عليه السلام : يا إسحاق ، كيف تصنع بزكاة مالك إذا حضرت؟ قال : يأتوني إلى المنزل فأعطيهم. فقال لي : ما أراك ـ يا إسحاق ـ إلاّ قد أذللت المؤمنين. فإيّاك إيّاك ، إنّ الله تعالى يقول : من أذلّ لي وليّاً فقد أرصد لي بالمحاربة»(٢).
أقول :
١ ـ سنذكر خبر إسحاق بن عمّار ـ وقد كان ربّ مال كثير ـ ببعض التفصيل.
٢ ـ انظر كيف يربّي الإمام أصحابه وشيعته! إنّه يريد أنْ يفهم ـ إسحاقاً وغيره ـ بأنّ أداء الحقوق يكون بإيصالها إلى أصحابها ، لا أنْ يأتوا إلى المنزل لأخذها ، أليس ندّعي التشيّع لهم والإقتداء بهم؟! وهم عليهم السلام كانوا يأخذون الطعام وغيره إلى المستحقّين.
٣ ـ إنّ إذلال الولي من أولياء الله ، يساوي إرصاد الله بالمحاربة. وكيف تكون عاقبة من أرصد الله بالمحاربة؟
فانظر إلى جزاء من أكرم المؤمن ، وإلى عاقبة من أذلّه.
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٦/٣٧٦ ح ٢١٨٠٤.
(٢) وسائل الشيعة ٩/٣١٥ ح ١٢١٠٩.