روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام(١).
وكان من الكذّابين : سمرة بن جندب ، ومحمّـد بن عكاشة الكرماني ، وأحمد بن عبدالجوبياري. بل إنّ عبـد الكريم بن أبي العوجاء عندما أمر أمير البصرة (محمّـد بن سليمان) بقتله ، وأيقن بالموت ، قال : «والله لقد وضعتُ فيكم أربعة آلاف حديث ، أحرّم فيها الحلال ، وأحلّ فيها الحرام ، ولقد فطّرتكم في يوم صومكم ، وصوّمتكم في يوم فطركم»(٢).
ومع أنّ ابن أبي العوجاء قد بالغ في قضية وضع الحديث ، وهو الذي كذّب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكيف نصدّق حديثه هذا؟! إلاّ أنّ هناك دلالة نستفيدها من كلامه وهي ضخامة مشكلة الوضع في الروايات.
ولا شكّ أنّ الوضع الاجتماعي لبعض الرواة يتطلّب دراسة أدقّ وأعمق لميولهم وأهدافهم الاجتماعية ، ويتطلّب أيضاً دراسة أكثر عمقاً للأسباب التي أدّت بالمدرسة السنّية إلى الأخذ بعدالة الصحابة جميعاً ، مع العلم بفسق البعض منهم.
فأعلن ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ) اتفاق أهل السنّة «على أنّ الجميع عدول ، ولم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة»(٣).
وذهب الخطيب البغدادي (ت ٤٦٣ هـ) إلى أنّ «عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم ، وإخباره عن طهارتهم ، واختياره لهم في نصّ القرآن»(٤).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٤ / ٦٨.
(٢) الموضوعات ١ / ٣٧.
(٣) الاصابة ١ / ٩.
(٤) الكفاية في علم الدراية : ٤٦ ، باب ما جاء في تعديل الله ورسوله للصحابة.