في التبرّي منه واللّعن عليه فلمّا اعتزل عنه ، ادّعى الإمامة لنفسه»(١).
وورد لعن المغيرة بن سعيد. فقد روى الكشّي عن الإمام الرضا عليهالسلام : «كان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر فأذاقه الله حرّ الحديد. وروى عن ابن مسكان ، عمّن حدّثه من أصحابنا ، عن أبي عبـد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا»(٢).
وهذا الاضطراب من أولئك الرواة في قضايا الاعتقاد يرجع في منشئه إلى خلفية ثقافية ونفسية ضعيفة ، فكان من الرواة من هو عامّي من الذين لا حظّ لهم في القراءة أو الكتابة فضلاً عن العلم بالأحكام أو بأصول المذهب.
فليث بن أبي سليم كان من العوامّ ، قيل فيه : «روى في فضل الصلاة في مسجد الكوفة ، وهو عامّي بلا إشكال»(٣). ووهب بن وهب من العوام أيضاً وغيرهم.
والمدار في صحّة نقل الحديث ، هو : الوثاقة ، حتّى لو كان عامّياً ، ولكن الأغلب أنّ العوامّ لا يدركون خطورة التلاعب بنصّ الحديث ؛ ولذلك لا يؤخذ بروايتهم.
والرواة كان منهم الغلاة ومنهم أصحاب المذاهب الفاسدة ، التي تحكي ضيق أفق إدراكهم وحبّهم لذاتهم ، فما أن اختلف مع المعصوم عليهالسلام
__________________
(١) الملل والنحل ١ / ١٧٩ ـ ١٨١.
(٢) رجال الكشي رقم ١٠٣.
(٣) كامل الزيارات : ٣١ باب ٨.