بها ؛ سعياً في إبطال آثار أمير المؤمنين عليهالسلام(١).
روى النسائي والبيهقي في سننهما عن ابن عبّاس أنّه كان يقول : اللّهمّ العنهم فقد تركوا السُنن ببغض علي(٢).
وهكذا تبدّلت الأحكام ، حتّى تجرّأ ابن الزبير على تقديم الصلاة قبل الخطبة يوم الجمعة.
يقول الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام في دعاء يومي الجمعة والأضحى : «اللّهمّ إنّ هذا المقام لخلفائك وأصفيائك ، ومواضع أُمنائك في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها ، قد ابتزّوها. حتّى عاد صفوتك وخلفاؤك مغلوبين مقهورين مبتزّين ، يرون حكمك مبدّلاً وكتابك منبوذاً ، وفرائضك محرّفة عن جهات شرعك ، وسنن نبيّك متروكة»(٣).
وقد آمن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يأمر بكتابة سنّته ، إلاّ أنّه ندب إلى ذلك كثيراً ، وأملى على علي عليهالسلام أحاديث كتبها وجمعها في كتاب مُدرج كان عنده ، ثمّ انتقل إلى أولاده الأئمّة عليهمالسلام.
فقد روى (الحكم بن عيينة) أنّه اختلف مع الإمام الباقر عليهالسلام في حكم ، فأخرج الإمام عليهالسلام كتاباً مدروجاً عظيماً ، ففتحه وجعل ينظر حتّى أخرج المسألة منها ، وقال للحكم : «هذا خطّ علي وإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)»(٤).
وذكر السيّد شرف الدين قدسسره : إنّ في كتاب الفرائض من الجزء الرابع
__________________
(١) تفسير النيشابوري بهامش تفسير الطبري ١ / ٧٩.
(٢) نقلاً عن تعليقة السندي بهامش سنن النسائي ٥ / ٢٥٣.
(٣) الصحيفة السجادية دعاء ٤٨.
(٤) رجال النجاشي رقم ٩٦٦.