بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى. فقد أعاد قدسسره كتابة أسماء الرجال وتراجمهم ومصنّفاتهم. فانقذ علم الرجال من المصير الذي كان يمكن أن يؤول إليه. فكان لطف الله سبحانه على الأُمّة منعكساً في شخصية شيخ الطائفة قدسسره.
فكتاب الرجال أو الأبواب تضمن زهاء (٨٩٠٠) اسم رتّب على أبواب بعدد رجال أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ورجال أصحاب كلّ واحد من الأئمّة عليهمالسلام ، ورجال من لم يروِ عنهم إلاّ بواسطة ، باباً باباً. وكان هدفه من هذا الجمع حفظ أسماء الرواة وتمييز طبقاتهم كمقدّمة من مقدّمات التعرّف على أحوالهم وطبيعة صدقهم وأمانتهم في نقل الحديث.
وقد اُشكل على كتاب رجال الطوسي أنّ مصنّفه قدسسره قد يذكر الرجل في باب من لم يروِ عنهم عليهمالسلام ثمّ يذكره في بعض أبواب من روى عنهم عليهمالسلام ؛ فمن ذلك (ثابت بن شريح) فقد ذكره مرّة في باب أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام ومرّة أُخرى في باب من لم يروِ عنهم عليهمالسلام. و (فضالة ابن أيّوب) ذكره تارة في باب أصحاب الكاظم عليهالسلام ، وثانية في باب أصحاب الرضا عليهالسلام ، وثالثة في باب من لم يروِ عنهم عليهمالسلام. و (قتيبة بن محمّـد الأعشى) ذكره مرّة في باب أصحاب الصادق عليهالسلام وأُخرى في باب من لم يروِ عنهم عليهمالسلام. وهل هذا إلاّ تناقض! إلاّ أنّ الفحص الدقيق يرفع هذا الإشكال الذي توهّمه البعض. وأوّل من قام بذلك الفحص الدقيق هو الشيخ عبـد الله المامقاني النجفي (ت ١٣٥١ هـ) في كتابه : تنقيح المقال في أحوال الرجال فقال : «والذي ظهر لي بلطف الله سبحانه بعد فضل الغوص في التراجم والالتفات إلى نكات كلمات الأعاظم من دون تصريح أحد منهم بذلك : أنّ الرجال أقسام : (منهم) يروي عن الإمام عليهالسلام دائماً بغير واسطة. و (منهم) لم يروِ عن إمام عليهالسلام أصلاً إلاّ بالواسطة لعدم دركه أزمنة