الأئمّة عليهمالسلام أو عدم روايته عنهم عليهمالسلام. و (منهم) له روايات عن الإمام عليهالسلامبلا واسطة ، وروايات عنه بواسطة غيره. فالذي يذكره الشيخ رحمه الله في باب من روى عن أحدهم عليهمالسلام تارة وفي باب من لم يروِ عنهم عليهمالسلام أُخرى ، يشير بذلك إلى حالتيه. فباعتبار روايته عنه عليهالسلام بغير واسطة أدرجه فيمن روى عنه عليهالسلام ، وباعتبار روايته عنه بواسطة آخر أدرجه في باب من لم يروِ عنهم عليهمالسلام. ومصداقه كثير : (منهم) بكر بن محمّـد الأزدي ، فإنّ له روايات عن الصادق والكاظم والرضا عليهمالسلام بغير واسطة وروايات عن أحد الأئمّة عليهمالسلام بواسطة عمّته غنيمة وغيرها ؛ فلذا أدرجه تارة في باب اصحاب الصادق عليهالسلام ، وأُخرى في باب أصحاب الكاظم عليهالسلام ، وثالثة في باب أصحاب الرضا عليهالسلام ، ورابعة في باب من لم يروِ عنهم عليهمالسلام. و (منهم) ثابت بن شريح ...»(١).
وهذا التوجيه مطابق إلى مقدّمة الشيخ الطوسي في رجاله حيث قال وهو بصدد بيان منهجية تأليف كتاب يشتمل على أسماء الرجال : «... ثمّ أذكر بعد ذلك من تأخّر زمانه عن الأئمّة عليهمالسلام من رواة الحديث أو من عاصرهم ولم يروِ عنهم ...»(٢). إلاّ أنّنا لا ننكر أنّ تلك كانت هفوة منهجية كان من الممكن تلافيها في عصر التأليف بإدراج قائمة تميّز الرجال الذين لهم روايات عن الإمام عليهالسلام بلا واسطة وفي الوقت نفسه لهم روايات بواسطة الغير ، عن غيرهم من الذين رووا عن الإمام عليهالسلام أصلاً بغير واسطة.
وكان كتاب اختيار الرجال الذي جاء تنقيحاً لكتاب رجال الكشي
__________________
(١) تنقيح المقال في احوال الرجال ١ / ١٩٤.
(٢) رجال الطوسي : ٢.