لتوجّهوها حيث وجّهها الله ، ولم يعطكموها لتكنزوها»(١).
ولا يخفى ما في هذا الخبر من نكات :
١ ـ فقد عبَّر بكلمة «الفضول» ؛ ليشير إلى أنّ المقصود هو المال الزائد على قدر الحاجة ، وإلاّ فقد ورد الذمّ الشديد منهم على بذل ما يحتاج الإنسان إليه لنفسه وعائلته بحسب شؤونه.
٢ ـ وعبّر بكلمة «الإعطاء» ولم يقل «التمليك» ونحوه ، وكأنّه للإشارة إلى أنّ هذا المال الزائد ـ الذي هو ملك له بلا كلام إنْ حصل عليه بطريق شرعي ـ بمنزلة الأمانة التي عليه أن يوصلها.
٣ ـ وقد عيَّن الله المكان الذي على المؤمن أن يوصل إليه المال ، «لتوجّهوها حيث وجّهها الله» ، وليس الأمر بيد المؤمن حتّى يضعه حيث يشاء.
الرابع :
وإنّ أوّل شيء يؤكّدون عليه هو «المواساة» :
عن أبي عبد الله عليه السلام ـ في حديث ـ قال : «إنّ من أشدّ ما افترض الله على خلقه ثلاثاً : إنصاف المؤمن من نفسه حتّى لا يرضى لأخيه من نفسه إلاّ بما يرضى لنفسه منه ، ومواساة الأخ في المال ، وذكر الله على كلّ حال ، ليس «سبحان الله والحمد لله» ولكن عند ما حرّم الله عليه فيدعه»(٢).
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٦/٢٩٧ ح ٢١٥٩٤.
(٢) وسائل الشيعة ٩/٤٢٧ ح ١٢٤٠٢.