توجّه الملك بالسـؤال إلى الشـيخ ، وهكذا بدأت المناظرة.
ولكنّ الأمر الذي يؤسـف له أنّها وصلتنا ناقصة ؛ لأنّ مجالس هذه المناظرة كانت خمسـة كما تقدّم عن النجاشـي ، والذي وصل إلينا في المخطوطة التي بين أيدينا لا يحتمل أكثر من ثلاثة مجالس ، كما هو بيّن بـأدنى تأمّـل ، بـل حتّى هذه الثلاثـة فيها نقص ليس بالقليـل ، وهو ظاهـر لا يخفى على القارئ فضلا عن المتتـبّع ؛ لوجود خلل في بعض الموارد ، وعدم ترابط بعضها ، بل نظنّ أنّ بعض هذه المجالس في غير محلّها من حيث ترتيبها التسـلسـلي.
والذي نحتمله أنّ الشـيخ الدوريسـتي لم يحضر في بعض هذه المجالس ، فجمع ما سـمعه منها ، أو أنّه جمعها في أوراق سـائبة وحصل لبعض أوراقها تلف أو ضيـاع ، وجاء من بعده مَن دوّن ما وجد منها فجاءت ناقصـة وغير متسـلسـلة ، ولا ننسـى نصيب الناسـخ من التسـبب في حصول بعض موارد السـقط فيها ، والذي نظنّ أنّ كثيراً من هذا السـقط عائـد إليه.
كما ورد في نسـخة التسـتري مورد جاء فيه أنّ الملك «في يوم آخر» ذكر الشـيخ بغيابه ، وأنّ الملك أثنى عليه ، وأنّ أحد الحاضرين ـ ممّن يتصيّد في الماء العكر بحسـب الظاهر ـ قال : «إنّ الشـيخ يعتقد أنّ رأس الحسـين عليهالسلام عندما كان على الرمح كان يقرأ سـورة الكهف ؛ فقال الملك : إنّي لم أسـمع ذلك منه ، لكنّي سـأسـأله ، ثمّ كتب رقعة إلى الشـيخ بهذا الشـأن».
والذي نرجّحه أنّ هذه المكاتبة ليسـت من ضمن مجالس المناظرة الخمسـة ؛ لأنّ الشـيخ رحمهالله أجاب عن سـؤال الملك مكاتبة ثمّ أرسـله إليه.