كلّ ذلك يورث القطع بانتسابها إلى صاحبها عليهالسلام ، ويبعث على اليقين بشهرتها في البلدان الإسلاميّة.
وأضف إلى ذلك وجود النسخ القديمة منها بكثرة كاثرة ـ كما سيمرّ بعضها ـ حيث قلّما يجد الباحث هذه الكثرة في باقي الكتب .. فإنّ كثرة نسخها مطلقاً في جميع القرون ، يُعجِزُ الباحث عن استقصائها حتّى بنحو الجمع والإشارة ، ويكفيك أنّ الأعداء والمغرضين حاولوا التشكيك في كثير من تراث الأئمّة عليهمالسلام لكنّهم تضاءلوا وتصاغروا أمام الصحيفة السجّادية ، فلم ينبس مشكّك منهم ببنت شفة (١).
ونري في ذلك البين بعض فطاحل المذهب وقوائم الدين من علمائنا الأخيار قد استنسخوا بخطوطهم الشريفة نسخة من الصحيفة السجاديّة ؛ وذلك مثل : السيّد أبي الرضا فضل الله الراوندي (من أعلام القرن السادس الهجري) ، وابن السكون النحوي (المتوفّى حدود سنة ٦٠٠ هـ) ، وعلي بن أحمد السديدي الحلّي (من أعلام القرن السابع الهجري) ، والشهيد الأوّل محمّد بن مكّي العاملي (ت ٧٨٦ هـ) فإنّه كتب نسختين ، وتقي الدين إبراهيم بن علي الكفعمي (ت ٩٠٥ هـ) ، والشيخ شمس الدين محمّد الجبعي جدّ شيخنا البهائي ، والشهيد الثاني علي بن زين الدين العاملي
__________________
كتابنامه صحيفه سجّاديّه وفؤاد سزگين في تاريخ التراث العربي ، ومقدّمتان لآية الله المرعشي والسيّد المشكاة ، نشر هذان العملان قبل أكثر من ستّين سنةً في طهران ، وفي مقدّمة نسخة من الصحيفة بتصحيح وطبع الشيخ محمّد الآخوندي ، وطبع أخيراً بشكل لائق مستقلّ برعاية اُستاذنا العلاّمة السيّد محمّد رضا الجلالي دام توفيقه في مجلّة علوم الحديث.
(١) عرفت حتّى الآن أكثر من ١٥٠٠ نسخة من الصحيفة السجّادية في المكتبات العامّة والخاصّة.