ونقلهم عنها في كتبهم ، حيث يندر ـ إن لم يستحلّ عادةً ـ من كتب الأدعية المعتمدة عدم النقل منها ، كـ : شيخ الطائفة الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) حيث نقل عن الصحيفة عدّة أدعية في كتابيه مصباح المتهجّد الكبير والصغير ، والشيخ قطب الدين الراوندي (ت ٥٧٣ هـ) في كتابه سلوة الحزين وتحفة العليل (١) ، والسيّد عليّ بن طاوس (ت ٦٦٤ هـ) في كتبه الدعائيّة ، والشهيد الأوّل محمّد بن مكّي (ت ٧٨٦ هـ) في مزاره ، وإبراهيم بن عليّ الكفعمي (ت ٩٠٥ هـ) في البلد الأمين .. وغيره ، وغير هؤلاء من الفطاحل والعظام ، وذلك شاهد صدق على اعتمادهم من حيث انتساب المتن إلى منشئها.
هذا غيض من فيض ممّا وردت في كلمات أعلام الطائفة ؛ فإنّ استيفاء كلماتهم ـ نضّر الله وجههم وتغمّدهم بالرحمة والرضوان ـ تتطلّب مكاناً وسيعاً وعلماً واسعاً.
توثيقها من حيث الرواية(٢) :
اهتمّ العلماء والمحدّثون ـ كما قلنا ـ جيلاً بعد جيل وطبقةً بعد طبقة وعكفوا على رواية ودراية هذه الصحيفة المباركة ، واختصّوها بإجازات مستقلّة عن مشايخهم على كثرتها وتعدّدها ..
فقال السيّد الداماد (م ١٠٤٠ هـ) : «أسانيد طرق المشيخة ـ رضوان الله تعالى عليهم ـ في روايتهم للصحيفة الكاملة المكرّمة متواترة ، وتحمّلهم
__________________
(١) طبع في سلسلة منشورات مكتبة العلاّمة المجلسي ؛ برقم ٦.
(٢) سيجيء البحث عن رواة الصحيفة للشهيد وعن الشهيد.