يُعْلِنُونَ) وما يقولونه علنا على رؤوس الأشهاد لأنه لا تخفى عليه خافية ، بل يعلم السرّ وأخفى (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) يعلم وساوس الصدور وما تكنّه القلوب وتتحدّث به النفوس.
٦ ـ (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ ...) أي ليس من حيوان يدبّ على وجه الأرض : يمشي ، من جميع ما خلقه الله تعالى على هذه الصفة حتى الجن والإنس والطير ، ما من ذلك نفس (إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها) فهو سبحانه متكفّل لها بالرزق الخاص بها الذي يصلها بحسب ما توجبه حكمة خالقها جلّ وعلا (وَ) هو (يَعْلَمُ) يعرف (مُسْتَقَرَّها) مكان قرارها فيما بين الأصلاب والأرحام وفيما بعد ذلك من وجوه تقلّباتها في الأرض ، ويعلم (مُسْتَوْدَعَها) أي ما تصير إليه وأين تصبح وديعة بعد موتها (كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ) أي كل هذه التفصيلات بشأن كل مخلوق وكائن ، مكتوب ومسجّل في كتاب ظاهر هو اللّوح المحفوظ ، أثبته فيه لطفا منه بملائكته الموكّلين لأنه هو عالم لذاته لا يعزب عنه علم شيء البتة.
* * *
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٨))