قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (٧٨) قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ (٧٩) قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ (٨٠))
٧٧ ـ (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ ...) أي حين خرج الملائكة من عند إبراهيم عليهالسلام وجاؤوا لوطا عليهالسلام في صور الآدميّين ساءه مجيئهم بهذه الصور الجميلة وخاف عليهم من قومه (وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) أي ارتبك بمجيئهم إليه ، والذّرع هنا القلب ، أي انقبض قلبه عن أن يأخذهم في ضيافته التي دعوه إليها لأن قومه كانوا يسارعون إلى من هو مثلهم بالفاحشة وقد علم عادتهم من الميل إلى نكاح الذكور ، فضاق بذلك (وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ) صعب كثير الشرّ مخيف. وقد قال الإمام الصادق عليهالسلام ـ كما في المجمع ـ : جاءت الملائكة لوطا وهو في زراعة قرب القرية ، فسلّموا عليه ورأى هيئة حسنة عليهم ثياب بيض وعمائم بيض ، فقال لهم : المنزل ، فتقدّمهم ومشوا خلفه. فقال في نفسه : أي شيء صنعت؟ آتي بهم قومي وأنا أعرفهم؟ فالتفت إليهم فقال : إنكم لتأتون شرارا من خلق الله. وكان قد قال الله لجبرائيل : لا تهلكهم حتى يشهد عليهم ثلاث مرات ، فقال جبرائيل : هذه واحدة. ثم مشى لوط ثم التفت إليهم فقال : إنكم لتأتون شرارا من خلق الله ، فقال جبرائيل (ع) : هذه اثنتان. ثم مشى ، فلمّا بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال : إنكم لتأتون شرارا من خلق الله. فقال جبرائيل : هذه الثالثة. ثم دخل ودخلوا معه ، حتى دخل منزله. فلمّا رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصفّقت فلم يسمعوا ، فدخّنت. فلمّا رأوا الدخان أقبلوا يهرعون. فذلك قوله : (وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ).