الدين» (١) وحديث عن أبي هريرة قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم تجدون الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقّهوا» وعلّق البغوي على هذا الحديث تعليقا لا يخلو من الوجاهة حيث قال : «والفقه هو معرفة أحكام الدين وهو ينقسم إلى فرض عين وفرض كفاية. ففرض العين مثل علم الطهارة والصلاة والصوم فعلى كلّ مكلّف معرفته. وكذلك كل عبادة أوجبها الشرع على واحد يجب عليه معرفتها ومعرفة علمها مثل الزكاة إن كان له مال وعلم الحج إن وجب عليه. وأما فرض الكفاية فهو أن يتعلم حتى يبلغ درجة الاجتهاد ورتبة الفتيا فإذا قعد أهل بلد عن تعلّمه عصوا جميعا. وإذا قام من كل بلد واحد بتعلمه سقط الفرض عن الآخرين وعليهم تقليده فيما يقع لهم من الحوادث». ومما ساقه في صدد ذلك حديث نبوي جاء فيه «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم» وحديث عن أبي أمامة قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم» (٢). وحديث عن ابن عباس قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقيه واحد أشدّ على الشيطان من ألف عابد» (٣) وأردف هذا بقول للشافعي وهو «طلب العلم أفضل من صلاة النافلة» (٤).
__________________
(١) هذا الحديث رواه الأربعة أيضا عن معاوية. وله تتمة وهي «وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله» التاج ج ١ ص ٥٣.
(٢) روى هذا الحديث الترمذي وفي روايته هذه الزيادة ثم قال : «إنّ الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلّون على معلّم الناس الخير» التاج ج ١ ص ٥٦.
(٣) روى هذا أيضا الترمذي انظر المصدر نفسه.
(٤) ومن هذا الباب حديث رواه الترمذي وأبو داود عن أبي الدرداء جاء فيه : «سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله له طريقا إلى الجنّة وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم. وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء. وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. إنّ العلماء ورثة الأنبياء. إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر» التاج ج ١ ص ٥٤ و ٥٥ وعن أبي هريرة رواية الترمذي : «قال النبي صلىاللهعليهوسلم الحكمة ضالّة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها» وفي رواية «من طلب العلم كان كفّارة