وقوله : (عَذابَ الْهُونِ)
الهون : شدّة الهوان والمذلّة.
وفي تفسير القمي : في قوله : (عَذابَ الْهُونِ) قال ـ عليهالسلام ـ : «العطش» (١). ورواه العياشي في تفسيره : عن الصادق ـ عليهالسلام (٢) ـ.
وفي تفسير القمي : عنه ـ عليهالسلام ـ : «إنّ الآية نزلت في أعداء آل محمد ـ عليهمالسلام ـ» (٣).
أقول : وهو من الجري.
قوله : (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ)
وصف سبحانه يوم الموت بنظير ما وصف به يوم القيامة فيما مرّ من زوال المعين وضلال ما يدعونه شركاء لله سبحانه ولذا ورد عن أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ : «من مات فقد قامت قيامته» (٤) الخبر.
وقوله : (خَوَّلْناكُمْ)
التخويل : الإعطاء والتفضل وهو دون التمليك ، فإنّ التمليك يوجب انفصال المال عن المالك الأوّل ، وليس يصح ذلك فيما يخوّله الله عباده ويملّكهم ؛ فإنّه تعالى المالك لما يملكهم قبل التمليك وبعده ، ولذلك فالقرآن لا يقرّ لغيره سبحانه
__________________
(١). تفسير القمي ١ : ٢١١.
(٢). تفسير العياشي ١ : ٣٧٠ ، الحديث : ٦٣.
(٣). تفسير القمي ١ : ٢١١.
(٤). بحار الأنوار ٥٨ : ٧ ؛ ٧ : ٦٥ ؛ الحدائق الناضرة ٧ : ٤٤٣ ؛ ورواه أيضا عن الرسول ـ صلىاللهعليهوآله ـ في كنز العمال ١٥ : ٥٤٨ ، الحديث : ٤٢١٢٣ ؛ كشف الخفاء ٢ : ٢٧٩.