سوداء في ليلة ظلماء ، فقال : كان المؤمنون يسبّون ما يعبد المشركون من دون الله ، فكان المشركون يسبّون ما يعبد المؤمنون ، فنهى الله المؤمنين عن سب آلتهم لكي لا يسبّ الكفّار إله المؤمنين ، فيكون المؤمنون قد أشركوا بالله من حيث لا يعلمون ، فقال : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ) (١).
أقول : والعدو بالفتح فالسكون ، والعدوّ بضمّتين وتشديد الواو ، والعدوان جميعا بمعنى الظلم.
وفي تفسير العياشي : عن عمر الطيالسي (٢) ، عن أبي عبد الله ، قال : سألته عن قول الله : (وَلا تَسُبُّوا) الآية فقال : يا عمر أرأيت أحدا يسبّ الله؟ فقلت : جعلني الله فداك فكيف؟ قال : من سبّ ولي الله فقد سب الله (٣).
وفي الاعتقادات : عنه ـ عليهالسلام ـ إنّه قيل : إنّا نرى في المسجد رجلا يعلن بسب أعدائكم ويسبهم فقال : «ما له ـ لعنه الله ـ تعرّض بنا ، قال الله : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ).
قال : وقال الصادق ـ عليهالسلام ـ في تفسير هذه الآية : «لا تسبّوهم فإنّهم يسبّوان عليكم ، وقال : من سبّ ولي الله فقد سبّ الله ، وقال النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ لعلي ـ عليهالسلام ـ : من سبّك فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله ومن سبّ الله فقد كبّه الله على منخريه في نار جهنم» (٤).
__________________
(١). تفسير القمّي ١ : ٢١٣.
(٢). ذكره البرقي في أصحاب الصادق ـ عليهالسلام ـ ، معجم رجال الحديث : ١٣ : ٦٦.
(٣). تفسير العياشي ١ : ٣٧٣ ، الحديث : ٨٠.
(٤). الإعتقادات للمفيد : ١٠٧ ـ ١٠٨ ؛ عيون الأخبار الرضا (ع) ٢ : ٦٧ ، الحديث : ٣٠٨ ؛ أمالي الصدوق : ٨٧ ، الحديث : ٢.