قوله : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ)
روى : أنّهم كانوا يعيّنون شيئا من حرث ونتاج لله ويصرفونه إلى الضيفان والمساكين وشيئا منهما لآلهتهم وينفقونها لسدنتها ويذبحون عندها ، ثم إن رأوا ما عيّنوا لله أزكى بدّلوه بما لآلهتهم ، وإن رأوا ما لآلهتهم أزكى تركوه لها حبّا لآلهتهم ، واعتلّوا لذلك بأن الله غني.
في المجمع : عن أهل البيت كان إذا اختلط ما جعل للأصنام بما جعل لله ردّده ، وإذا اختلط ما جعل لله بما جعل للأصنام تركوه وقالوا : [إنّ] الله غني وإذا انخرق الماء من الذي لله في الذي للأصنام لم يسدّوه ، وإذا انخرق من الذي للأصنام في الذي لله سدّوه وقالوا : إنّ الله غني (١).
أقول : وقوله : (مِمَّا ذَرَأَ) فيه من التنبيه على جهالتهم حيث أنّ الخلق لله وهم يجعلون له نصيبا ولما يزعمونه شريكا فضل نصيب عليه كما قيل.
قوله سبحانه : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
في تفسير القمّي : قال : قال : يعني أسلافهم زيّنوا لهم قتل أولادهم (٢).
أقول : والمراد باسلافهم سدنة الآلهة ومسموعوا الكلمة من سلفهم عدّوا شركائهم لله سبحانه ، لإطاعتهم لهم ، والدليل على أن ليس المراد بالشركاء الآلهة قوله : (لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا) ، والإرداء الإهلاك.
قوله سبحانه : (هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ)
__________________
(١). مجمع البيان ٤ : ٣٧٠.
(٢). تفسير القمّي ١ : ٢١٧.